الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 11:48 صـ 19 جمادى أول 1446 هـ
موقع الصفوة
غلق حضانة دار الرحاب بالغربية وإنهاء عمل المشرفة صاحبة واقعة الاعتداء على أحد الأطفال خلال اجتماع تحالف الأحزاب.. مدحت بركات: لا لتصفية القضية الفلسطينية مدحت بركات يهنئ الرئيس السيسي بعيد ميلاده الـ70 السيسي يلتقي الرئيسة التنزانية على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين الرئيس السيسي يلتقي ولي عهد أبوظبي وزير التعليم: القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير التعليم وبناء الإنسان المصري رئيس الوزراء يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج وزير الصحة يبحث تعزيز التعاون الصحي مع السفير الماليزي بالقاهرة وزير التعليم العالي يشهد توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة بنها ومحافظة القليوبية ومستشفى الناس وزيرة التضامن ورئيس اللجنة البارالمبية المصرية يبحثان تعزيز سبل التعاون المشترك وزير الإسكان يستعرض تحديات التنمية العمرانية بمصر وزير الإسكان: طرحنا 8521 قطعة أرض بـ20 مدينة جديدة بنسبة 340 % من المستهدف خلال الربع الأول للعام المالي الحالي

المجاعات

دكتور السيد محمد راشد
دكتور السيد محمد راشد

كانت الأوبئة والمجاعات والحروب تقتل الملايين حول العالم كلما حدثت، وكان فلاسفة وعلماء الغرب يقولون إنها تحد من تكاثر الأيدي العاملة، وتمنع انخفاض أسعار الأيدي العاملة، يعني فى عرفهم المجاعات والأوبئة المدمرة هي خير للبشرية، وتحافظ على مستوى الأجور من الانخفاض، وهنا بأتكلم عن المجتمع الرأسمالي الحر بعيدًا عن تدخل الدول ( الفكر الشيوعي والاشتراكي).
ومع تقدم البشرية وتقدم الطب الوقائي وقدرته على القضاء على الأمراض الفتاكة مثل الملاريا والكوليرا دخلت البشرية مرحلة جديدة وهي زيادة معدل المواليد وانخفاض معدل الوفيات، والنتيجة هي طفرة في الزيادة السكانية، وتطور علاج كثير من الأمراض، وتم السيطرة على الكثير منها وبقى فيه فرصة أكبر لكبار السن للعيش والاستمتاع بمباهج الحياة.
ولو بصينا على وضع السكان نلاقي الآتي زيادة عدد كبار السن فى الدول المتقدمة بفعل تقدم الطب والتأمين الصحي، وقدرة هذه الدول على ضبط معدل المواليد عن طريق برامج تنظيم الأسرة الفعالة معدل نمو السكان بقى صفر.
في الدول المتخلفة استفاد كبار السن من تقدم الطب، وفشلت برامج التوعية بتنظيم الأسرة، وكان نتيجته طفرة سكانية هائلة فى الدول النامية.
الدول المتقدمة كانت بتحسد الدول النامية على أنها مجتمعات شابة عشان نسبة الناس اللي فى سن العمل والإنتاج كبيرة من (18 ال70سنة).
عندهم كانوا بيسموها مجتمع العواجيز اللي فيه كبار السن هم الغالبية العظمى من السكان، واستمر الوضع وتطور وأصبح مجتمع العواجيز هو الأساس.
لما جت كورونا والدول عرفت إن التقليل من المرض يكون بالتباعد الاجتماعي والعزل، وبدأت الدول المنتجة فى تطبيق ذلك، ونجحوا فى التقليل من الأعداد المصابة بالمرض.
بس الناس اللي بتزرع الأرض واللي بينقلوا المحاصيل وحركة الشاحنات والسفن توقفت، وتم غلق المطارات، وخلت المدن والشوارع من البشر.
عاد شبح المجاعة من جديد لو مكنتش عامل حسابك جيب معاك فلوس ومش هتلاقي سلع وخدمات تشتريها بالفلوس، فلازم يكون عندك إنتاج ومخازن لتخزين الإنتاج.
ودا عشان الناس اللي كانت بتقلل من أهمية بناء المخازن والصوامع العملاقة وتقول مش وقتها.
الدول البترولية اللي عندها الفلوس والأسواق العملاقة والسلع اللي بتيجي من الشرق والغرب بدأت أرفف المعروضات خالية بسبب التكالب على شراء السلع، ومع توقف حركة النقل والشحن بدأت المجاعة تطل برأسها من جديد، وكنا نظن أن وسائل النقل الحديثة قضت عليها إلى الأبد.
المجاعة دي هتكون فى الدول النامية ولا المتقدمة؟
هتكون فى الاتنين؛ لأن كان فيه حظر وتباعد اجتماعي فى الاتنين، بس الدول الغنية عندها مخازن وتقدر تجيب منها السلع والخدمات، أما الدول النامية والغنية اللي كانت بتشتري طازة من الأسواق العالمية هى اللي هتتأثر بالوضع ده لو استمر.
علشان كده تلاقي فيه إتجاه في أوروبا وأمريكا بيقول نضحي بالناس ولا ندخلش فى مشاكل نقص حاد في إنتاج السلع والخدمات.
وفيه شركات طيران وسفن عملاقة بتفلس من جراء حظر الحركة، ولو الوضع استمر أكثر من ذلك هتلاقي مصانع كتير هتقفل، وتسرح العمال، والاقتصاد يدخل مرحلة انكماش زى اللي حصلت سنة 1939 واستمرت لمدة عشر سنين.
وكلنا شفنا اللي بيحصل فى أسعار البترول بعد الانخفاض الحاد فى الطلب، بعد توقف معظم شركات الطيران وشركات الشحن البري وعبر البحار.
وتوقف معظم المصانع المستهلكة للمحروقات
لازم أى دولة تنتج كل السلع اللي بتحتاج ليها؛ عشان مشكلة زي دي يبقى معاك فلوس ومش لاقي سوق تشتري منه، ودا حصل في الدول البترولية.
اللي كسب اللي بنى مخازن وصوامع وبنية تحتية زي مصر، واللي خسر اللي كان بيقول السوق موجود والفلوس فى جيبي وبعدين جت كورونا، والعالم كله اتحبس فى البيوت.