الثلاثاء 22 أبريل 2025 مـ 05:51 صـ 23 شوال 1446 هـ
موقع الصفوة
أسماء علي تكتب: المرأة اليمنية ودورها الوطني عبر التاريخ سكرتير الوحدة المحلية بطهطا يقود حملات نظافة مكثفة بمحيط الكنائس.. «صور» رحاب غزالة تشارك بقداس عيد القيامة بالكاتدرائية: الوحدة الوطنية حجر أساس في بناء الوطن.. «صور» رئيس الوزراء يتابع مع وزيرة التضامن ملفات عمل الوزارة رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية بعدد من المشروعات الخدمية بالإسماعيلية رحاب غزالة: زيارة السيسي للكويت محطة فارقة تعكس عمق العلاقات وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة المغربية العمانية والسلطنة تدعم الوحدة الترابية للمغرب رئيس الوزراء يتابع موقف تطوير وتحديث منظومة تداول الأسمدة الزراعية رحاب غزالة: مصر وإندونيسيا في خندق واحد.. رفض مشترك للتهجير القسري ودعم ثابت لحقوق الشعب الفلسطيني رحاب غزالة: كل الطرق تؤدي إلى محطة الغلاء.. البنزين أولًا تحت رعاية وزير الرياضة.. افتتاح الملتقي الأول للشباب العربي للسياحة والأسفار وزير الرياضة يشهد إطلاق أكبر ماراثون من أجل التعليم المتميز بالجامعة البريطانية

أسماء علي تكتب: المرأة اليمنية ودورها الوطني عبر التاريخ

أرشيفية
أرشيفية

طالما شكّلت المرأة اليمنية ركيزة أساسية في بناء المجتمع ومكونًا فاعلًا في صياغة ملامح الوطن منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، لقد كان حضورها الوطني متميزًا في مختلف المراحل التي مر بها اليمن، سواء في فترات الاستقرار أو خلال أوقات النزاع، فلم تكن يومًا على هامش الحياة العامة، بل شاركت بقوة في مسيرة النضال الوطني، وساهمت في عملية التنمية والتغيير، وتحملت المسؤولية في أصعب الظروف.

منذ القدم أظهرت المرأة اليمنية قدرة لافتة على القيادة، ويكفي أن نذكر الملكة بلقيس، التي حكمت اليمن بحكمة وحنكة، وجسدت نموذجًا متقدمًا لقيادة المرأة في مجتمع كان يُحسب له الحسبان بين شعوب الأرض، ومنذ تلك العصور توارثت النساء اليمنيات روح القيادة والمسؤولية، وشاركن في بناء حضارة ضاربة في جذور التاريخ.

وفي العصر الحديث، كانت المرأة اليمنية حاضرة في كل محطات النضال الوطني، سواء في مواجهة الاستعمار أو في الحراك السياسي والاجتماعي ، لقد انخرطت في الثورة اليمنية ضد الحكم الإمامي والاستعمار البريطاني، وشاركت في التظاهرات وعمليات التعبئة، وأسهمت في دعم الثوار، وواجهت القمع والحرمان، وقدمت التضحيات الجسام من أجل وطن حر ومستقل.

مع تطور الدولة اليمنية الحديثة، دخلت المرأة اليمنية مجالات العمل الحكومي والمجتمعي، وبرزت في التعليم والصحة والإعلام والعمل المدني، وأسست الجمعيات والمنظمات، وشاركت في صياغة السياسات الوطنية، بل وتبوأت مناصب قيادية في البرلمان والحكومة، وفي كل موقع وصلت إليه، أثبتت كفاءتها وقدرتها على العطاء، وأسهمت في بناء الدولة على أسس حديثة، رغم ما واجهته من تحديات اجتماعية وثقافية.

ومع اندلاع الأزمات والحروب، أثبتت المرأة اليمنية صلابتها وصبرها، فكانت في طليعة من واجهوا تبعات الحرب، ووقفت بثبات في وجه المعاناة، وتحملت مسؤوليات مضاعفة في ظل غياب المعيل أو الدخل أو الاستقرار، وأصبحت المعلمة التي تنقل العلم في ظروف قاسية، والطبيبة التي تعالج دون معدات كافية، والناشطة التي تنقل معاناة الناس إلى العالم، والأم التي تحفظ أسرتها من التشتت والضياع.

لم تكتفِ بدورها التقليدي بل دفعتها المعاناة إلى الإبداع والابتكار، فأسست المشاريع الصغيرة لتُعيل أسرتها، وخاضت مبادرات سلام محلية لحماية مجتمعاتها، وسعت بكل الطرق الممكنة لحفظ النسيج الاجتماعي، وبفضل وعيها وإيمانها بدورها، أصبحت عنصرًا لا يمكن تجاهله في أي عملية سياسية أو مجتمعية تستهدف إعادة بناء اليمن.

المرأة اليمنية اليوم، رغم كل ما مرت به من فقد وتشريد وظروف قاسية، لا تزال تمثل رمزًا للصمود والأمل، وتقف في الصفوف الأمامية لبناء مستقبل جديد، إنها لا تطالب بحقوقها فقط، بل تمارسها في الواقع، وتؤكد أن الوطن لا ينهض إلا بها، وأنها، كما كانت عبر العصور، تظل الحارسة الأولى للكرامة والهوية والوجود.

إن المرأة العربية، ومنذ القدم، عُرفت بحكمتها، بحلمها، وبفراستها التي اشتهر بها العرب ، واليوم، وفي ظل ما يعيشه وطننا العربي من حروب، بات من الضروري أن تُستدعى هذه الصفات لتؤدي المرأة دورها التاريخي في الحفاظ على الهوية العربية الأصيلة، ونقلها إلى الأجيال القادمة.

ففي كثير من الدول العربية مزّقت الحروب والطمع الخارجي المجتمعات، وشُرّد الأطفال، وتعلموا مناهج لا تمتّ لهويتهم بصلة، بل إن بعض هذه المناهج تُسهم في طمس الهوية العربية، وتزرع الكراهية، وتخلق أجيالاً مشوّهة فكرياً لا تعرف من هو العدو ولا الأخ، فتكون خنجراً مسموماً في خاصرة الأمة.

فمثلاً في اليمن، عاش جيل كامل تحت سيطرة جماعة الحوثي منذ أكثر من عشر سنوات، وتلقّى تعليماً مسموماً يضرب عمق الهوية العربية والإسلامية، وإذا استمر هذا الوضع، فسنواجه أجيالاً معاقة اجتماعياً، بعيدة كل البعد عن الانتماء الوطني.

من هنا، تبرز أهمية دور المرأة في النقاط التالية:

1. تعزيز عمل الاتحادات العربية المعنية بالطفل العربي، والتى تهتم بتعليمه وتعزيز هويته، ويكون لهذه الاتحادات مكاتب في كل المدارس العربية.


2. إعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الحروب نفسياً وتعليمياً واجتماعياً.


3. تعريف الأطفال بالأطماع الخارجية التي تستهدف الأمة، وكشف الأجندات التي تحاول استغلال الدين لفرض سيطرة وهيمنة على المنطقة.


4. توحيد المناهج التعليمية الإسلامية والعربية على مستوى الوطن العربي بما يعزز الهوية ويمنع تشتيت الوعي.


5. التركيز على أهمية العلم، فالأمم تُبنى بالعلم لا بالحرب فقط، والقرآن الكريم ذكر العلم أكثر من سبعمئة مرة .


6. توجيه المناهج نحو التحذير من أعداء الهوية العربية، وليس فقط أعداء الإسلام.


7. تمكين المرأة غير المتعلّمة وتعريفها بهويتها العربية وأهمية الحفاظ عليها رغم التغيرات والتحديات التكنولوجية.

وفي الختام، إذا استطعنا أن نُنشئ جيلاً فخوراً بهويته، متسلّحاً بالعلم، واعياً لما يحاك ضده، فإن أمتنا العربية ستنهض من جديد، وتستعيد مجدها الذي حاولت التدخلات الخبيثة تدميره.

ولا ننسى أن نزرع هذه المبادئ منذ الطفولة، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر ، لا نريد جيلاً جديداً يعيد أخطاء جيلنا الذي اختزل العدو في وجه واحد، وأغفل أطماع الآخرين، مما أدى إلى سقوط عواصم عربية وهدم الهوية.

موضوعات متعلقة