عش الدبابير
يثار في هذه الأيام جدلٌ عنيفٌ على السوشيال ميديا، بين أنصار النظام القديم للثانوية العامة (اللي جاب آخره) وأنصار التطوير والحداثة بقيادة العلامة وزير التعليم طارق شوقى.
الثانوية العامة الموجودة حاليا كانت إحدى ثمار التعاون بين نظام عبد الناصر وقادة الاتحاد السوفيتي القديم.
وحيث إن النُّظم الاشتراكية كانت تتصدى للنظام الرأسمالية الجائرة وتحاول تحقيق العدالة للغالبية العظمى فكانت الثانوية العامة ومكتب التنسيق وهما بالفعل قد حققا العدالة بين الطلاب المتسابقين على دخول الجامعة، في فترة زمنية معينة.
ومرّ الوقت وجاءت البروسترويكا على يد غورباتشوف تنقذ البشر من ظلم وتجبر قادة الأحزاب الشيوعية الحاكمة التي تحولت إلى طبقات من الرأسماليين الجدد وأصبحت هذه النظم مرتعًا للفساد واكتساب الثروات على حساب الشعوب الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة.
وسقط نظام التعليم على يد عصابات الأحزاب الشيوعية التي حاولت التميز عن باقي الشعب، فصنعت لنفسها مدارس خاصة ولجان خاصة وبدل الطالب ما يمتحن ياخد ورقة الإجابة النموذجية، ويحصل على أعلى الدرجات ويدخل كليات القمة بغير وجه حق.
وتكونت لجنة تدير امتحان الثانوية المركزى وتوزيع اللجان والمراقبين والملاحظين وتشكل الكنترول والتصحيح ورصد الدرجات وإعلان النتائج.
في ظل هذه الأجواء المتوترة نشاط الدروس الخصوصية من أجل أن يتميز أبناء الأغنياء ويحصلوا على مجاميع مرتفعة وسرعان ما امتدت الدروس إلى المراحل الدنيا وانتقلت إلى الجامعة.
وهذه الدروس أرهقت أولياء الأمور وقبلتهم بمصاريف لم تكن في الحسبان، واتجه البعض إلى العمل الإضافى والبعض الى السرقة والفساد والرشوة.
وما زاد الطين بلة تسرب الأسئلة إلى بعض الطلبة بمقابل مادى وانتقل الوضع الفاسد إلى اللجان، حيث تسمح للطلبة بالغش عن طريق التليفون، مما أفقد الثانوية العامة هيبتها ومصداقيتها أمام الجميع.
وتكدست كليات القمة بأعداد مهولة من الطلاب وأصبحت الجامعة غير قادرة على الوفاء باحتياجات هذه الأعداد الغفيرة من الطلاب.
ومع بداية عصر الانفتاح والعولمة والسماوات المفتوحة وانتقال طلاب إلى الدراسة في خارج البلاد بدأت تظهر عورات النظام التعليمى المصرى (غش.. دروس خصوصية) ظهرت الحاجة إلى تطوير النظام التعليمي وخصوصا أن هناك بعثات ترسل إلى مختلف بلاد العالم للدراسة.
وكانت معظم الدول تعقد امتحانا جامعيا مرة أخرى لطلبة الدراسات العليا.
وكانت تصل إلى عقد امتحان ثانوية عامة مرة أخرى.
والغريب أن الطالب المصرى عندما يوضع في نظام عادل يتفوق ويسود على أقرانه من باقي الدول.
ودخلت السياسة على الخط وكان مطلوبًا من وزير التعليم إشغال الشباب بدلا من تطويرهم وشفنا الثانوية عى سنين وكان المضار هو رب الأسرة، الذي يتحمل مصاريف خرافية في سبيل نجاح أولاده بمجاميع مرتفعة.
وجاء الوزير طارق شوقى وكان رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة ومطلوبا منه حل المشاكل وتطوير منظومة التعليم لتواكب المتغيرات الدولية وتحل مشاكل البعثات العلمية المبتعثة إلى الخارج وما أكثرها وكان للدكتور زويل إسهامات في نشر مدارس المتفوقين (stem) التي تعمل بطريقة مختلفة عن التعليم الموجود في المدارس الحكومية.
كانت المنظومة التي أدخلها العلم الجليل وزير التعليم هي الامتحانات الإلكترونية وهاجت عليه مافيا الدروس الخصوصية والمتضررين من الوضع الجديد وتم استكمال البنية التحتية الإلكترونية وطبق النظام منذ سنوات بدون مشاكل كبيره في دولة نامية غير مستكملة للبنية التحتية التكنولوجية وظهرت الحاجة إلى إطلاق قمر صناعى للنت بعد جائحة كورونا.
وهناك دوائر مستفيدة من بقاء النظم العتيد، حيث إن قيادة الغوغاء أسهل وأيسر من قيادة المتعلمين.
ملامح النظام الجديد.
مفيش كنترول ولالجان ولا أشياء من القديمة وممكن الامتحان يتم من المنزل وفيه بنك أسئلة لتعويد الطالب عليها والأسئلة تعتمد على الفهم والاستيعاب للدرس المشروح. وتكون غير مباشرة.
مفيش مجاميع مرتفعة زى اللى كانت موجودة في النظام القديم يعنى واحد جايب 95% ويبقى فاشل يمكن أعلى حاجه تكون 80% زى على أيامنا زمان.
الطالب هيمتحن تلت أربع اختبارات وياخد أعلى درجة زى الجامعات الأجنبية ما تعمل.
الطالب بيشترك مع المعلم في البحث عن المعلومة ودى طريقة من طرق تثبيت المعلومة في الدماغ.
في النظام القديم الطالب بينسى المعلومة بمجرد خروجه من اللجنة وبعدين مدارس الأوائل مطبقة النظام ده من زمان ومعندهمش دروس ولا مشاكل ومعظمه اتعلم أون لين في ظل الجائحة وامتحن إلكترونى ومفيش مشاكل ولا سرطان الدروس الخصوصية وكل مجموعة من الطلاب بيعملوا مشروع بحثى لتنمية المهارات الابتكارية.
ودا هيكون موجود في المدارس الحكومية في الأيام المقبلة.
الإنسان الضعيف تتكالب عليه الأمراض من كل شكل ولون أما القوى فيطرد كل الأمراض وسرطان الدروس الخصوصية أصاب الجسد المصرى الهزيل ونطمع أن يزول هذا الكابوس المزعج وتعود العافية على الجسد المصرى.
التخوفات الموجودة لدى البعض سوف تنتهى بمجرد التعود على النظام واستلام مفاتيحه.
زمان كنت متعود على نظام التقديم اليدوي لمكتب التنسيق وعندما جاء النظام الجديد وكنت بقدم لبنتى كنت متخوف منه وعندما استعملته وجدته غاية في السهولة واليسر ولم يستغرق سوى دقائق معدودة كنت استهلكها في تجهيز الطبلية.
عندما يمتحن الطالب أكثر من امتحان ويختار من بينها الأعلى في الدرجة سوف يشعر الجميع أننا إزاء نظام عبقري غير النظام المتخلف القديم وسوف تتعود عليه الأجيال القادمة وتحكى عن النظام القديم وتخلفه.
قدر وحظ هذا الجيل أن هذا النظام قد طبق عليه وهو من يتحمل تبعاته ومشاكله وهى سوف تكون في غاية البساطة إن شاء الله عندما يتعود الجميع عليه.
أنا كنت بخاف أكتب على الكمبيوتر وبقول دا صعب ومع التعود أصبحت لا أطيق الكتابة اليدوية.
الإنسان عدو ما يجهل وقد مر هذا النظام على القضاة تعودوا عليه ومن كان من أشد المعارضين أصبح من أشد المؤيدين وقريبا سوف تدار المحاكم إلكترونيا بمعنى أنك سوف ترفع الدعوى أمام المحكمة وأنت في البيت ويقدم المحامى المستندات من المنزل ويتابع الدعوى المرفوعة من المنزل.
اللى بيعارض بيعارض ليه لما كل سبل الراحة متوفرة؟
بعد جيل ولا اتنين هتلاقى الطلاب اندمجوا مع النظام الجديد والمدرسين حفظوه وبدل ماكان فيه توقع تفوق 10% من الطلاب بمجاميع مرتفعة الدروس الخصوصية ترتفع النسبة إلى 50%.
مدرس الأحياء اللى درس النظام الجديد للثانوية وعمل كتاب المنهاج وكتاب اسأله بنظام المنهج الجديد وخلى الطالب اللى بياخد درس ميدورش على معلومة ولا يتعب نفسه.
لازم باقي المدرسين يطوعوا المنهج لباق المواد يعنى مدرس الفرنساوى لو اشتغل بالطريقة القديمة هيضيع الطلبة وياخد فلوس على الفاضى.
أنا مقتنع بأن الطالب المصرى والمدرس المصرى هم الأفضل على مستوى العالم والدليل، المدرسون المصريون يقودون العملية التعليمية في دول الخليج التي حازت على مراكز متقدمة في التقييم العالمي.
وحصل معظم الطلبة المصريين على مراكز متقدمة (الأوائل)، الغريبة إنهم لما بييجوا الجامعات المصرية الحكومية ميقدروش ينافسوا طلبة المدارس الحكومية المصرية اللى الكل بيقول مفيهاش تعليم.
لازم نوفر مكان آدمى للمتعلم وأجر يكفي المدرس ويمنعه من مد يده إلى طلاب الدروس الخصوصية.
ساعتها أقدر أقول إن مصر الأولى عالميا ولها الرأي.