د هالة أبو علم تكتب النكبة الفلسطينية والتحول في الوعي العام
أعلم أننا جميعا نمر الآن بأوقاتٍ عصيبة ، تجعلنا نري واقعنا و مستقبلنا يتسم بالتشاؤم و السواد .. و كيف لا ، و آلةُ البطش الإسرائيلية توقع كل يوم مزيداً من الضحايا الأبرياء أغلبهم من الأطفال و النساء .. يدفعون الثمن غالياً للغطرسة و الوحشية و الجرائم التي تضرب الإنسانية في مقتل .. فالحزن يدمي قلوبنا جميعا و يعتصرنا الألم علي الدماء التي تسفك بدون ذنبٍ جنته و بأيدي الوحشية و الهمجية المنظمة .. جديرٌ بالملاحظة ، أن هذة النكبة التي يمر بها إخواننا في فلسطين ، وحدت بيننا جميعا ، و بطريقة أثرت علي كل الناس في جميع أنحاء العالم .. نتيجة الوعي المتزايد بالترابط بين شعوب الأرض .. و بينما نصبح أكثر وعيا بترابطنا فيما بيننا ، فإننا نصبح أكثر وعيا بمسئوليتنا في رعاية بعضنا البعض ..
هذا التحول في الوعي يقود الكثير من الناس إلي البحث عن الممارسات التي تقودهم إلي مشاركة الآخرين في العالم الآمهم و أحزانهم و كيف يمكن أن يخففوا منها ..
الذي ساعد علي ذلك أيضا ، ظهور التقنيات الجديدة ، فمع ظهور الأنترنت و وسائل التواصل الأجتماعي ، أصبحنا الآن قادرين علي التواصل فيما بيننا بطرق كانت مستحيلة في السابق ..
فشاهدنا ، و لأول مرة ، بصورة واضحة و واسعة النطاق ، العديد من المسئولين من جميع أنحاء العالم و شعوبهم ، بل و اليهود أيضا ، يهاجمون الحكومة الإسرائيلية علي ما ترتكبه من مجازر في حق الشعب الفلسطيني ، و يطالبون بالوقف الفوري لهذا العدوان السافر ، و عودة الأرض الفلسطينية إلي أصحابها و جلاء الإسرائيليين عنها ..
الدعم الدولي هذة المرة كان غير مسبوق .. حتي و إن لم يترجم لفعل قوي علي الأرض ..
مع استيقاظ مزيد من الناس لطبيعتهم الإنسانية و الروحانية بدأ العالم يتغير ، و بدأنا نشهد إرتفاعاً في الشعور بالرحمة و التعاطف و الإيثار و العدالة الأجتماعية و السلام ..
و ظني .. أن خسائر إسرائيل هذة المرة ، ستكون هي الضربة القاضية ، طال الوقت أو قصر ..
و سنشهد عودة الأرض الفلسطينية إلي أصحابها الأصليين في إنتصارٍ مدوي .. يتحقق بنصرٍ و دعمٍ من الله جل و علا ..
هالة أبو علم