من ينقذ أهالى نجع الطوايع بالأقصر بعد غرق منازلهم بالمياه؟..
أزمة جديدة ظهرت بمنطقة نجع الطوايع بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، تمثلت فى غرق أكثر من 50 منزلا بشارع التوحيد والنور المتفرع من منطقة كوبرى الطوايع الشرقى بالمياه التى لا يعلم الأهالى مصدرها سواء مياه جوفية أو نابعة من بيارات الصرف الصحى أسفل المنازل، وناشد الأهالى المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر وقيادات شركة مياه الشرب والصرف الصحى ومجلس مدينة إسنا بالتدخل وحماية الأهالى من التضرر جراء انتشار تلك المياه داخل منازلهم.
العشرات من الأهالى أعربوا عن خوفهم من انتشار تلك المياه التى تظهر فى عدد من قرى مدينة إسنا سنوياً فى تلك الفترة وتسبب أزمة يومية لحياة المئات من أهالى المدينة بانتشار المياه الجوفية حول وداخل المنازل فى كل صوب وحدب جنوبى الأقصر، ومؤخراً ترك عدد كبير من الأهالى داخل نجع الطوايع بإسنا منازلهم المبنية بالطوب اللبن خوفاً من الموت أسفل جدرانها.
وفى هذا الصدد يقول أيمن النجار ابن نجع الطوايع إن عددا كبيرا من أهالى النجع فوجئوا منذ أسبوعين بظهور مياه جوفية غزيرة بمحيط وداخل منازلهم، وأغرقت تلك المياه عددا من المنازل المبنية بالطوب اللبن بل ومنازل مبنية بالمسلح بالكامل، وبحثوا فى كافة أرجاء النجع عن وجود تسريب من مواسير مياه أو صرف أو غيره ولم يعرفوا حتى الآن مصدر تلك المياه.
ويضيف ابن نجع الطوايع أيمن النجار، أن الأهالى يعشيون مأساة حقيقة منذ ظهور تلك المياه التى يرجع أنها من نواتج الصرف الصحى والأبيار القديمة المدفونة منذ عشرات السنين، مؤكداً أن الأهالى يقومون يومياً بعمل رديم بكل المنازل لحماية السيدات والأطفال من الضرر جراء تلك المياه ولكنها تعود كما كانت بصورة غريبة، كما أحضروا سيارات لكسح المياه وما أن تنتهى السيارة وتمر ساعة أو اثنين تعود المياه بنفس الكمية من أسفل الأرض وتغرق المنازل من جديد.
ومن جانبه، قال ناصر موسى جاد الكريم، أن منزله غارق تماماً فى المياه الجوفية وأصبح يهددهم بالموت المحقق بسبب نشع المياه فى جدرانه الطين، قائلاً: “إحنا ناس غلابة وأول ما ظهرت المية اللى مش عارفين هيا جوفية ولا من بيارات الصرف، البيت كان هيوقع وردمنا جزءا منه بالتراب لحماية عيالنا ولكن المية بترجع زى ما كانت وأكتر من الأول”.
ويضيف ناصر موسى جاد الكريم فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، أنهم جمعوا أموال فيما بينهم لحماية منازلهم الضعيفة المبنية بالطوب اللبن، ووضعوا تربة زلطية وأتربة لحماية منازلهم من المياه بعد نزحها لعدم عودتها، ولكنها فى اليوم التالى عادت بصورة أكبر وأغرقت المنازل من جديد وتسببت فى انهيار أجزاء من جدران منازلهم، وتوجهوا لمجلس المدينة لمساعدتهم فى الأزمة ونزح المياه بسيارات المجلس ولكنها تعود من جديد أكثر من مرة دون جدوي.
وناشد المواطن مختار حسن ابن شارع التوحيد والنور المتفرع من كوبرى الطوايع الشرقي، شركة مياه الشرب والصرف الصحى بضرورة خدمة أسرهم وأطفالهم من الموت أسفل أكثر من 50 منزلا بالقرية جميعها غارقة تماماً فى تلك المياه التى لا يعرفون مصدرها حتى الآن، مؤكداً أن عددا كبيرا من تلك الأسر تركوا منازلهم تماماً ويعيشيون لدى أقاربهم فى المناطق المجاورة للنجع خوفاً من الموت أسفل منازلهم وحياتهم مهددة بالدمار بسبب تلك المياه الكارثية.
الجدير بالذكر أن مدينة إسنا تشهد كل عام خلال تلك الفترة ظهور المياه الجوفية فى عدد كبير من المنازل بقرى جنوب المدينة وتهدد حياة المواطنين، حيث إن المياه الجوفية بقرى مدينة إسنا – بحسب خبراء المياه بالأقصر – يعتبر أزمة سببها الرئيسى ظهر مع بناء قناطر إسنا الجديد فى عام 1994 والتى تبعد حوالى 1200 متر من القناطر القديمة بهدف توفير المياه اللازمة لسد الاحتياجات المتزايدة للرى، وكذلك لإمكانية توليد طاقة كهربائية تقدر بحوالى 635 جيجاوات ساعة سنويًا، وتطوير الملاحة النهرية عن طريق إنشاء هويس يسمح بمرور وحدتين ملاحيتين كبيرتين فى وقت واحد، وكذلك زيادة الحمولة على الطريق الذى يربط بين ضفتى نهر النيل إلى 70 طنًا بدلاً من 20 طنًا، ولكن بناء القناطر الجديدة بإسنا تسبب فى انفجار أزمة فى 10 قرى تقع جنوب القناطر الجديدة وبدأت المياه الجوفية بالنشع أسفل منازلهم بصورة خفيفة وكانت تزيد فى كل سنة عن السابقة، ومع ارتفاع منسوب مياه “ترعة الرمادى” تظهر المياه بصورة كبيرة داخل المنازل وخارجها وتتسبب فى ظهور برك ومستنقعات بصورة كبيرة تهدد أرواح المواطنين.
وصرح خميس الضوى عمدة قرية المساوية، بأن أزمة “المياه الجوفية” ظهرت مع بناء “هويس إسنا الجديد” فى 10 قرى تقع بالناحية القبلية للهويس الجديد وهى المنطقة الجنوبية لمدينة إسنا، وتشمل قرى “القرايا والنمسا والمساوية والعضايمة، وحاجر كومير والسريب والدقيرة والترعة وباويل ونجع الشيخ فضيل”، حيث يرتفع منسوب المياه التى يحجزها الهويس سنوياً لمدة 6 شهور فيتسبب فى ارتفاع منسوب ترعة الرمادى المحيطة بتلك القرى وتبدأ الكارثة السنوية بتهدم المنازل عليهم أو الماس الكهربائى لكثرة المياه حول المنازل، وكذلك الهجرة السنوية لعدد كبير من الأهالى بعيداً عن المنازل فى الجبال، موضحاً أن المنطقة البحرية من الهويس لم تتـأثر بالمياه فمنسوب المياه منخفض ولم يحجزه الهويس الجديد كما فعل بقرى الجنوب، مؤكداً أنه مع حلول شهر سبتمبر حتى نهاية فصل الشتاء يرتفع منسوب مياه ترعة الرمادى ويزيد 50 سم خلال تلك الفترة، وذلك لوجود ترع فرعية من الرمادى تسحب المياه للوصول لأراضى المزارعين، وتدخل كافة القرى الـ10 فى الكارثة، ولا توقع أية أضرار على القرى الأخرى.