مدحت بركات يكتب: حكومة الودن من طين.. وودن من عجين
يا صـديـقى الـصـعـيـدى أنـا بـصـراحة مش عارف أقولك إيه، فأنا أسمعك وأنا حـزيـن لأنى مش عــارف أعــمــلك حــاجـة ومش بإيـدى فقـد كلـمتـنى أكثـر من مرة وشـكـوت لى حــال إخـوانـنـا الــصـعـايـدة وعــــذابــــهم مـن عــــدم وجــــود الــــســـولار ورغيف العيش.
يعـنى إنت فـاكـر إن مـقـالتـى هى اللى تحل الأزمــــــة وســـــيـــــتـــــحـــــرك الـــــوزراء والمـسـئـولــون ويـنـقــذونك أنت وأهـلك من الموت جوعـا (طيب صـديقى.. مش كده) وأقولك كل الجرائد الحكومية والمستقلة والحـزبـيـة تـتـكــلم عن الأزمـة وتـلـعن أبـو الحـكـومـة لـيل نـهـار ولا أحـد يـسـمع ولا أحـد يـتـحـرك ولـكن نــسـمع تـصـريـحـات فقط.
صديـقى العـزيز هـذه الحكـومة أخذت طـريــقـاً واحـداً هــو (ودن من طـين وودن من عـجـين (وتـعـمـل مـا تـريـد ومش مـهم الناس ومش مهم الفـقراء واللى هايفتح بـقه ويـعـمل مـشــاكل مش هـايلاقى غـيـر ضـــــرب الأمن المـــــركـــــزى.
فـــــشـــــكـــــوى الصـعـيدى هـى عدم وجـود الـسولار فى المحطات وأن المحطـات مغلقـة بالأسبوع وعمـال هذه المحـطات لا يـحـصلـون على مال أثناء توقف هذه المحطات ولا يوجد عمل آخر لهم، ولا يـستطيـعون الصرف على أولادهم ويتسولون.
وسألت الصعـيدى! وأخبارهم إيه مع طـوابــيــر الـعــيش فــقــال: يـا بــيه بــقـولك مــعــهــمش فــلــوس يــاكــلــوا يــبــقى إزاى هــايـــروحـــوا يـــقــفـــوا فى الـــطـــابــور من الأصل؟ عــلى الــعــمــوم أيــهــا الــصــديق ليـست هذه الحـالـة عنـدكم فى الـصعـيد فقط بل هى مـوجودة فى كل مـحافـظات مـصــر وأنـا أعــتــقـد أن هــذه الأزمـة من فـعل الحــكــومـة لــرفع أســعـار الــسـولار ورفع الـدعم وأنـهم يـنـفـذون خـطـة إلـغاء الـدعم رغــمــاً عن الجــمـيع (ويــبــقى حـد يــتــكـــلم) ومــتـــخــافش أكـــيــد ســيـــظــهــر المـســتـخــبى ونــعـرف بــيـعــمـلــوا إيه أمـا مـشـكــلـة الخـبــز فـهى مــشـهـورة بــكـثـرة الـطـوابـيـر وجـاء إلى خـاطـرى أن أسـأل أحـد مــشـايــخـنــا الــكـبــار هل المـوت فى طابـور الـعـيش شـهـادة أم لا خـصـوصاً أن حـادث المـوت فى الــطـابـور قــد يـنـتج عن مـشـاجــرة بين اثنين من المـســلـمـين يريـد أحدهم أن يـقف قـبل الآخر!! ولأن الأحـــــداث كــــثـــــيـــــرة قـــــتـــــلى وجـــــرحى ومـشـاجـرات يومـيـة فـقـد حـكى لـى أحد أصــدقــائى يمــلك مــزرعــة يــعــمل فــيــهــا بعض العمال ويشترى لهم الخبز دائماً أســبـــوعــيـــاً فى حـــدود ٥٠ رغــيـــفــاً لأن المكان بعيد وقد أرسل السواق لاستلام الخبز من اخملـبز وعـندما رأه المـواطنون يخرج من أحـد الأبواب الخـلفيـة ويحمل هـذه الــكــمـيــة اتجـهــوا نــحـوه وضــربـوه وذهـب لـه الــــــــــصــــــــــديـق ووجــــــــــده فـى المستشفى بين الحياة والموت...!! بــالـذمــة يــا نــاس فــيه بــلــد مــحــتــرمـة معـنـدهـاش عـيش ويـتـشاجـر مـواطـنـوها فى الطوابير للحصول عليه!! (يادى... الفضـيحة) بس فـالحين نقول إنـنـا بـلـد الـفـراعـنـة وإنـنـا أقـويـاء ومـعدل النـمـو يـزيـد ... و......وألخ.. لـقـد أصبح شـعـبـنـا مـثل اللاجـئـين الـذين نـشـاهـدهم عـلى الـقـنـوات الـتـلـيـفـزيـونـيـة وأمـا حـجـة ارتفاع الأسعار فلسنا ضدها وإننا نعلم أن هنـاك أسـعاراً عـالمـية وهى الـتى تـؤثر على السـعر ولـكن رفع السـعر، يجب أن يـقـابـله ارتـفـاع دخـل الـفـرد لـيـقـابل هـذه الــزيــادة فلا تـــوجــد دولــة عــالمـــيــة تــرفع الأسعار دون رفع دخل الفرد وأنا أقول لـصديقـى الصعـيدى.. أهو أنا اتـكلـمت تـفتـكر حـد هـيعـبرنـا.. على الــعــمـوم هــاقــولـك حـاجــة تــعــالى نــرفع أيــديــنــا مع بـــعض ونــقــول: «يــارب إنك تعلم أنه ليس لنا من ولى ولا نصير فى الــدنـــيــا غــيـــرك أنت فــألـــهــمــنـــا وقــونــا وأنصرنا على ...... ما بلانا».
فقد فوضـنا أمرنـا لله وانتـظار الفرج منه من أعظم الإيمان. فـــإن الإنـــســـان وحــده لا يـــســـتـــطـــيع مصارعة الأحداث فقـد خُلق ضعيفاً إلا حـيـنـمـا يـتـوكـل عـلى الـله، "وكـفى بـربك هادياً ونصيراً".
ونـــدق جــــرس الإنـــذار إلـى الـــقــــيـــادة السيـاسيـة من ثورة الـفقـراء والمطـحونين الـتى سـتـطـيح بـالأخـضـر والـيـابس، وإن اسـتــخــدام عــصـا الأمـن لـيـس هـو الحل وارجـعـوا لـلـتـاريخ سـتـجـدون المـصـريـين وقت اللزوم لا يرهبهم سلاح ولا عصى، لأن وقتـهـا لن يـجدوا شـيـئـاً يبـكـون عـليه لأنهم فـقدوا كل شىء.. اسـرعـوا بتـغيـير هذه الحـكومـة فقد ثـبتـت فشلـها والـدليل ما يحدث عـلى الساحـة الآن لعل وعسى يدب الأمـل من جديـد فى قـلـوبـنـا وقـلوب الفقراء، وأنـا أطرح سؤالاً على حـكامنا: مـا هـو مـقـيـاس الـفـقـر فى أيـة دولـة؟ هل هــو مــعــدل الجــريمـة والــقــتـل والــســرقـة والــســجــنــاء والمــعــتــقــلـين والــشــحــاذين وأطفـال الشوارع والـفاسـدين والا عدد المواطنين الــواقـفـين فـى طـابــور الخـبـز والا شهـداء الطوابـير؟ عـلى العـموم كل دول عـنـدنـا مـنـهـم كـثـيـر قـوى وبـقى أن أذكـــر مــوقـــفـــاً عن ســـيـــدنـــا عــمـــر ابن الخــطــاب ــ رضى الــلـه عــنه ــ أنه كــان يـجـلس فـى الـشـتــاء وعـلـيه ثــيـاب رقـاق وكان يرتعد من شدة البرد، فدخل عليه علىُّ بن أبى طالب وقال: يرحمك الله يا أمير المؤمنين ـ هلا اتـخذت ثـوباً ثخـيناً يقيك البرد؟ فقـال عمـر: دعنـى يا عـلىُّ لأشعـر بما يشعر به فقراء المسلمين.. فيه حد عندنا.. كده..