سأعلق عملي السياسي
اعتذار من مدحت بركات.. ابن الخليفة الذي دفع من حريته ثمنا لكلمة حق
اسمحوا لي أن أبدأ رسالتي لكم رب بقول المولى عز وجل: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله العالمين وبذلك أمرت.. فهذه فلسفتي في كل أمور حياتي اقتناعا مني بأن متاع الدنيا زائل ونعيم الآخرة هو الباقي والأبدي، لذا فإنني وجدت أنه لزاما على أن أتقدم باعتذاري لكل شخص وطفل وشيخ وسيدة من أهلي من أبناء دائرة الخليفة وذلك عن عدم قبولي الترشح لعضوية مجلس الشعب القادم.. وقررت تعليق عملى السياسي على جميع المستويات لفترة على الأقل لمدة عام.. وذلك لما أمر به من ظروف خاصة بي خلال هذه الفترة.. فقناعتي بأن العمل السياسي عمل تطوعي ويحتاج إلى قوة نفسية ومعنوية ومالية، وأرى أنني غير مستعد خلال هذه الفترة لذلك لأسباب خاصة كما ذكرت.. خاصة أنني وجدت نفسي افتقد كل هذه العوامل، نظرا لما تعرضت له من ظروف سابقة، بسبب المؤامرة التي حاكها لي بعض الأشخاص في النظام السابق الذي شاء قدري أن أقف ضد ظلمه وطغيانه والذي كان نتيجته أن قام بإنهاك وتحطيم قواي، ولكن ما يهون على ذلك هو شعوري ورغبتي في إرضاء ربي والإسهام ولو بجزء قليل على قدر استطاعتي في تحقيق مصلحة وطني وأهلي.
وبناء على تأملي لهذا الوضع فقد رأيت أنني في حاجة للتأمل لا تقل عن عام حتى أستعيد قوتي مرة أخرى.. ولكن ذلك لا يعني ابتعادي وإنما سأستمر في عملي الخدمي والاجتماعي بقدر ما أستطيع رغبة مني في تحقيق آمال وطموحات أهلي التي أحملها على عاتقي مرضاة لله عز وجل وأنا في خدمة كل أبناء الدائرة ما دمت قادرا على العطاء.
وقد وجدت أن السبيل لتحقيق ذلك ولصدق نواياي فقد أنشأت مؤسسة بناء لخدمة المجتمع لتنطلق منها جميع أعمالي الخدمية وهي موجهة لخدمة كل أبناء الدائرة بلا استثناء وبدون أي شروط.. كما أنني أتوجه برسالة لكل من هاجموني وأساءوا الظن بي لأنني تقابلت مع نواب الدائرة السابقين وأذكرهم بقول المولى عز وجل لرسوله الكريم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم.
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فالرحمة والتراحم بين البشر أن نطبق مكارم الأخلاق التي علمنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم.. وأؤكد أنني إذا كنت قد قبلت دعوات البعض لي فأرى أن من طباعي ألا أرد دعوة أحد لي حتى لو كان منافسا فهي من منطلق أخلاقي ونشأتي وأعمالا بما تعلمناه عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
حينما مرت عليه جنازة يهودي ووقف الرسول احتراماً لها فسأله أحد الصحابة، إنه يهودي فرد الرسول وقال أليست نفسا، لذا فإنني أرى أن قبولي هذه الدعوة هي إعمال بما أوصانا به الرسول وعلمنا إياه فإذا كان خير الأنام وأعظم إنسان قد وقف احتراما ليهودي فما بالنا بالمسلمين فتر احمنا وتواصلنا من وجهة نظري في النهاية هو لخدمة أهل الخليفة دون تفرقة ولا تمييز، وتواصلي أنا شخصيا مع الآخرين لهذا الهدف فقط لأنني مقتنع تماما بأن هناك فرقاً بين العمل السياسي والأخلاقي فالأخير هو لصاحبه، أما العمل السياسي فهو للناس والذي ينبغي أن نراعي فيه مرضاة الله تعالى ورضاء الناس وتحقيق مصالحهم وغاياتهم.
وإذا كنت قد قبلت الدعوة من البعض وساعدت آخرين في أزماتهم، فهو عمل أخلاقي لا تستطيع نفس أن ترفضه، وليس عملا سياسيا.. نعم ليس من حق أحد أن يتسامح مع العمل السياسي لأنه يخص مصالح الناس لكني لم أبدأ عملى السياسي بعد فإذا بدأته ووجدتموني أعمل ضد مصالحكم فارفضوني أو انصحوني على الأقل، ومع ذلك فإنني أتقبل انتقاد من هاجمني وأتشرف بكل كلمة ثناء على.
وأرجو أن أوفق في خدمتكم أينما شاء قدري أن أكون واسمحوا لي أن أختم رسالتي بدعائى لله عز وجل "اللهم ول علينا خيارنا ولا قول علينا شرارنا وساعدنا على أن نبني بلادنا على الحرية والكرامة".