السبت 21 ديسمبر 2024 مـ 06:09 مـ 19 جمادى آخر 1446 هـ
موقع الصفوة
الشبكة الإقليمية تثني على وعي الشعب السوري وتحض على منع الانتقام وزير المالية: إصلاح اقتصادي شامل لتحفيز الاستثمار ودعم النمو المستدام.. «صور» وزيرة التضامن تلتقي سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة عقب توليها مهام عملها بمصر الشربيني: مصر مستعدة لتقديم خبراتها ومشاركة نجاحاتها في مجال التنمية العمرانية مع أشقائنا بتونس رئيس الوزراء يتابع مع وزير الاتصالات مستجدات العمل في عدد من الملفات وزير الإسكان يعرض التجربة العمرانية المصرية على نظيره السوداني وزيرا الرياضة والتعليم يوقعان بروتوكول تعاون بين الوزارتين النقابات المهنية تواصل العمل لتحقيق أعلى جودة في خدمات الرعاية الصحية بأقل تكلفة السيسي يستقبل نظيره الإندونيسي في قصر الاتحادية الصحة تعلن إضافة دواء مناعي جديد لعلاج مرضى ”سرطان الكبد” أحمد مكادي: الريف المصري ومستقبل مصر قاما بخلق شراكات بين الاقتصاد الزراعي المصري والاستثمار العربي والأجنبي ”دكان الفرحة” يوفر 38 ألف قطعة ملابس جديدة لرعاية 7000 طالب وطالبة في جامعتي جنوب الوادي والفيوم

«شقـة الـدم».. تفاصيل ليلة لم تنم فيها المـرج

الغيرة والحقد يقتلان 3 ملائكة بدم بارد على يد الأم والأب والضرة

ذهول وصدمة ألجمت سكان شارع مسجد الرواد بالمرج، مع كشف النقاب عن جريمة الموسم والتى فاقت ببشاعتها كل الجرائم وراح ضحيتها 3 أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا لأم شيطانة وأب لا تعرف الرحمة لقلبه طريقا، إذ تم التخلص من الصغار الذين لم يتعد عمر أكبرهم 3 سنوات، فيما كان الأخير رضيعا قتل فى لحظة ولادته، بسبب أوردر قتل من ضرة الأم، صرخات بالقصاص أطلقها الرأى العام بعد ظهور مدى القسوة فى قتل الأطفال الثلاثة وإغراقهم فى الماء واحدا تلو الآخر دون أن يهتز للقتلة جفن، وطالب الناس بإعدام الأب والأم والزوجة الأولى التى سكن فى قلبها الشر ولم تعرف إلا الحقد والكره فحرضت الأب وأجبرته على قتل أبنائه نظير شقة وسيارة ميكروباص، ليتم كشف التفاصيل المرعبة بعد مرور عام ونصف العام، لتحيا الجريمة من جديد وتخضع للبحث والدراسة والتحليل النفسى والاجتماعى.

مع ندرة المعلومات، كانت هالة على، ربة منزل، 31 سنة، صاحبة العقار الذى وقعت به الجريمة، هى مصدر المعلومات الوحيد تقريبا عن الجريمة التى استعادت ذاكرتها وربطت المواقف ببعضها عقب الكشف عن الحادث: «جوزى اشترى البيت فى شهر أكتوبر سنة 2017، ولما اشترينا البيت كان أحمد، والد الأطفال التلاتة، ساكن فيه مع زوجتيه الاتنين، وكانوا ناس فى حالهم، ومانعرفش عنهم حاجة، أول ما جينا كانت مراته هالة ست كبيرة أكبر منه بـ20 سنة، وعندها تقريبا 50 سنة، ودى الزوجة الأولى، وإيمان كانت فى سنه، تقريبا 30 سنة، كانت حاملا، وقت ما اشترينا البيت، ماكناش بنشوفهم إلا نادرا وبالصدفة فلم يكونوا اجتماعيين«.

هالة استطردت أنها كانت تصعد لشقة أحمد والد الأطفال المجنى عليهم وتطرق على الباب من أجل تسليمهم الإيصالات ولاحظت عدم استجابتهم فى كل مرة إلا بعد وقت طويل وكأنهم يخفون شيئا «أنا لاحظت إنهم بيتأخروا لما يفتحوا الباب لكن ماشكتش فى حاجة، قلت البيوت أسرار وجايز جوزها متحفظ، خاصة أن مراته إيمان منتقبة، بس كنت باسمع أصوات كتيرة جوه مش فاهماها، وكنت شاكة فيهم عشان تصرفاتهم غريبة».

تعود صاحبة المزل بذاكرتها للوراء وتسرد أنه بعد مرور عام تقريبا من شراء البيت طلب أحمد، والد الأطفال مقابلة زوجى، الذى يعمل أمين شرطة، أخبره عن سر إصابة زوجته فى عينيها بأن والده حماها اغتصبها كرها عنها ولكنها لم تستطع أن تعيش مع الذنب وحاولت الانتحار أكثر من مرة وأصابت عينها بمادة كاوية، «أنا حبيت بس أعرفك سبب عنيها بايظة ليه لتفتكر إنى بضربها ولا حاجة».

صاحبة العقار، قالت إن إيمان كانت جميلة وشابة ومثيرة، والغيرة دخلت قلب هالة زوجته الأولى، ففكرت فى التخلص من ضرتها الصغيرة وأطفالها دفعة واحدة، مضيفة «فى يوم وفى أثناء نزولى من سطح البيت، وجدت إيمان، واقفة على باب الشقة، تستعطف ضرتها هالة، بأن تفتح لها الباب، وضرتها ترفض، قائلة لها: المفاتيح مش معايا، فسألت إيمان: إنتى عايزة حاجة، فأجابت بالنفى، وتركتها ونزلت، وبعد مرور 5 ساعات، وفى أثناء طلوعى للسطح مرة أخرى، وجدتها ترتعش على باب الشقة من البرد، فكررت سؤالى عليها، فقالت لى أنا عايزة أحكيلك على حاجة، وكانت تتكلم بصوت خافت».

تضيف، فى هذه اللحظة أخذتها إيمان إلى شقتها وطلبت منها أن تكشف لها عن غموض حياتهم وسر إصابتها فى عينها ولغز اختفاء أطفالها خاصة أنها شاهدتها وهى حامل عقب شراء المنزل بينما لم تر الطفل أبدا عقب الولادة وعن سر الأصوات الغريبة والتأخر فى فتح باب الشقة، ولم تجد أم الأطفال بدا من سرد التفاصيل مع حصار الأسئلة «أناهحكيلك عشان مش قادرة أستحمل أكتر من كده وأشيل ذنب العيال ولادى، أيوه قتلتهم، قتلت ولادى الثلاثة ورا بعض من سنة ونص، أنا اتجوزت أحمد منذ 10 سنوات، يعمل فرد أمن بشركة مترو الأنفاق، ولم أعلم أنه متزوج من أخرى (هالة)، وعارضت أهلى وتزوجته وسكنت معه فى شقة والدته فى الزاوية لمدة عام، وبعد الخلافات مع حماتى، جئت إلى شقة المرج، وفوجئت بأنه متزوج من هالة، فرضيت بالأمر الواقع وعشت معهما».

بعد مرور 3 سنوات رزقت إيمان بابنتين جنى وملك، ولكن تغيرت معاملة ضرتها لها بعد حملها، بسبب أنها لا تنجب، وذات يوم سمعت زوجها يتكلم مع هالة، وهى تحرضه على قتل الأولاد بسبب أنها ستقوم بكتابة الشقة باسمه، وميكروباص وأموال أخرى لها فى البنك ستودعها باسمه، شريطة التخلص من بناته لكيلا يرثنه، فدخلت لهما واعترضت على ما سمعته، فقاما بضربها وتعذيبها.

تستكمل الجارة رواية الجريمة بأن أحمد قال لزوجته إيمان: «لو عايزة تعيشى معايا هنموت البنات، فوافقت خشية الطرد من المنزل، وقامت بإحضار طبق بلاستيك به ماء، وجلست هى على كرسى بلاستيك وأحضرت الطفلة الصغرى أولا، تبلغ من العمر عامين، وأغرقت رأسها فى الماء إلى أن ماتت، فأخرجتها ولفتها فى كيس أسود، وأغلقته بإحكام، ولصقته بشريط لاصق، ثم أحضروا الطفلة الكبرى صاحبة الـ3 سنوات، وكرروا نفس الأمر بإغراقها فى طبق المياه، وقام الزوج بتصويرها فى أثناء عملية القتل، لتهديدها فى حالة الإبلاغ عن الواقعة».

أضافت صاحبة العقار، أن إيمان، أخبرتها بأنها بعد عام حملت، وحاولا إجهاضها، لكن محاولاتهما لم تفلح، وبعد أن وضعت طفلها وكان ذكرا، أرغماها على تكرار نفس الأمر، وبالفعل أجبرت على إغراق الطفل الذكر فى طبق ملىء بالمياه، وبعد ذلك، قامت ضرتها بإجبار زوجهما على تعذيبها.

مع سيل التفاصيل المرعبة هاتفت صاحبة المنزل زوجها أمين الشرطة الذى حضر على الفور وقصت عليه ما حدث ولم يصدق هو الآخر، قائلا «دا فيلم أمريكانى» وأبلغ قسم شرطة المرج، وفى بادئ الأمر لم يصدق ضباط المباحث تلك الرواية، فحكت الزوجة إيمان للضباط نفس التفاصيل التى سبق وحكتها لصاحبة البيت، واعترى الذهول رجال المباحث ليحل محله غضب عارم من هول الجريمة، وعلى الفور تحركت قوة وألقت القبض على الأب وبمواجهته اعترف بالتفاصيل.

فى الشارع طالب الجيران بإعدام الجناة، وقال حسن على (موظف) «كان بيصلى معانا الجمعة وهو قاتل 3 ملايكة منه لله دا لازم يتعدم»، والتقط آخر طرف الحديث «دى ناس ماتعرفش ربنا يقتلوا 3 أنفس بريئة دول شياطين مستحيل يكونوا بنى آدمين»، بينما تضرب أم فهد كفيها، وهى بائعة خضار بالشارع الذى تحول لثكنة عسكرية من رجال الشرطة بجانب رجال الصحافة، قائلة «حسبى الله ونعم الوكيل، الواحد بيموت على ضفر عيل وهما قتلوا عيالهم التلاتة».