مدحت بركات يكتب: مبارك ورغيف العيش
إن الرئيس مبارك يرتبط معنا ومع الشعب نفسيا بكونه أحد أبطال الحرب والكرامة. ولا يستطيع أحد منا إنكار ولائه لوطنه وشعبه، ولا ننكر بعض الإنجازات التى حدثت فى عهده ولكنها لم تكن كافية لصعودنا درجات إلى الأمام وتضعنا بين أوائل الأمم، فلا نزال بلدا ناميا ولكن الخطير والذى لا نقبله على الرئيس مبارك هو انهيار ما أنجزه خلال السنوات الماضية على يد حكومة "الله.. يسامحها".
وهنا نطرح سؤالاً هل يقبل أن ينتهى عصر حكمه بانقلاب أو ثورة العيش أو مظاهرات ليل نهار في جميع كل عام سيزيد عما قبله حتى نضع الخطة المناسبة قطاعات الدولة!! حتى لو كان هو يقبل فنحن لا تقبل لأن ثوابتنا النفسية وارتباطنا النفسى معه كما قلنا بسبب من المنتجات فامر واقعی وطبيعي فمن عصر الفراعنة إنجازاته وولاته ودفاعه عن الوطن في حرب أكتوبر.
ومن هذا المنطلق نتحدث ونشارك ونعرض رأينا بديهية لكل شيء في الدنيا يزيد والناس بتكثر والحياة لن وأفكارنا ولكننا نأمل ألا تذهب إلى الربح كما يفعل وزراء حكومته في أزمات الوطن والمواطنين.
فنحن طيلة حكمه لم نسمع عن اضطرابات أو مظاهرات بسبب الغلاء أو العيش أو ما يمس قوت الشعب..
فما الجديد الآن؟ أربع سنوات من حكم هذه الوزارة أطاحت بكل الإنجازات الماضية فالشعب لن يتذكر إلا آخر حالة وصل إليها سواء بالسلب أو الإيجاب.
أين هو برنامج الرئيس الانتخابي وما الإنجازات تمت حتى الآن وأين الوزراء المطلوب منهم تنفيذ هذا البرنامج.
تكليف الرئيس مبارك لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة ووزارة الداخلية بالتدخل في إنتاج رغيف الخبز للمساعدة في إنهاء الأزمة هو أبلغ دليل.. مؤكد أن الرئيس اكتشف فشل هذه الحكومة وأنها لا تصلح لإدارة أزمات البلاد فلماذا لا ينقذ الرئيس تاريخه وإنجازاته ويقوم بتغيير هذه الوزارة التي تضحى بالشعب.
فلم تكن مشكلة رغيف العيش هي فقط التي صدرها لنا هؤلاء الوزراء فالاضطرابات في كل مكان وفي كل اتجاه ها هم أساتذة الجامعة يستعدون لإضراب وكذلك الأطباء فاعلی شريحة في المجتمع التي تربي الأجيال وتعالج الفقراء يرفضون هذه الحكومة الكل في مصر يأمل ويحلم بحكومة جديدة لعل وعسى أن يكون هناك أمل..
إن ما يحدث في البلد نتيجة رغيف العيش جعلنا نتجه ونبحث عن سبب الأزمة ونفكر في حلول لها ولكن المصيبة الكبرى أننا اليوم تفكر في رغيف العيش بدلاً من التفكير في التقدم لرفع مستوى التعليم والصناعة والثقافة والتكنولوجيا مما جعلنا ننسى كيف تصبح من الأقوياء ونضع بلدنا بجوار الكبار (يالها من كارثة) فقد ماتت الطموحات.
سمعنا كثيراً عن أسباب أزمة الخبز والقمح منها مافيا تهريب الدقيق المدعم وعن فصل الإنتاج عن ارتفاع سعر القمح العالمى وعن زيادة استهلاك الشعب حيث ارتفعت أسعار السلع الأخرى مثل الأرز والمكرونة وغيرها وعن الفجوة القائمة بين ما ننتج وما نستهلك.
وفي طريق بحثي عن الأزمة تقابلت مع مسئول كبير فكشف لي نوعاً جديداً من أسباب الأزمة ولكنه خطير جداً وهو أن الصين والهند دخلنا سوق استيراد القمح بكميات كبيرة مما تسبب في نقص كميات القمح في العالم وتسبب أيضاً في رفع سعره العالمي.
فكل هذه الأسباب كانت نتيجة السياسات الخاطئة للحكومة من زمن وعدم قراءتها للأحداث العالمية وعدم تخطيطها للمستقبل.
إن تهريب الدقيق موجود منذ زمن طويل ولكننا لم نسمع من قبل عن هذه الأزمة فهو شيء ليس بجديد واعتقد انه ليس سبباً لهذه الأزمة، وعن زيادة استهلاك الشعب المصرى فهو أمر طبيعي فالبشر في زيادة دائمة
فى كل دولـة ألم تعرف الحـكومـة أننا نـزيد كل يـوم وعددنا كل عـام سـيـزيــد عـمـا قـبـله!! حـتى تــضع الخـطـة المـنـاسـبـة لمواجـهة هذا الاسـتهلاك. أما ارتفـاع السعـر العالمى لـكثير من المـنـتـجـات فـأمـر واقعـى وطبـيـعى فـمن عـصـر الـفـراعـنة حــتى الآن لم يــبق شىء عــلى ســعـره أو حــاله، فــهى أمـور بديـهية لكل شىء فى الدنيا يزيد والناس بتكتر والحياة لن تبقى على حالها.
فماذا قدمت هذه الحكومة للمستقبل؟!! والشىء الخـطـير هـنـا هو دخـول الصـين والـهنـد وسحب كمـيات كبيـرة من مخزون الـقمح في العالم ونـقف عند هذا السبب قليلاً.
فـنـحن الــيـوم نـســتـطـيع تــدبـيـر المــال الـذى يـســاعـدنـا فى استـيراد مـا نحتـاجه من قمح وإذا لم نـستـطع تدبـيره ممكن نبـيع أى حـاجة فى الـبلـد وممكن كـمان نـشحت من أيـة دولة شويـة فـلوس عـلـشان الـنـاس تاكل ولـكن مـاذا سوف يـحدث إذا لم نجــد قـمــحـا نــشـتــريه ومـاذا لــو اجــتـمــعت الـدول مع بعـضها ورفضت أن تبيع لنا قمحا؟! فهل ننتظر حتى نكسر الحدود مع جيراننا ونستولى على خبزهم مثل سور غزة.
نـحـن بـعــد قــراءتـنــا لــكل هــذه الأحـداث لــنــا رأى ولـيس بـجـديـد وهـو واجب زراعـة الـقمـح، فلـيـكـلف الـرئـيس جـهاز الخـدمـة الــوطـنـيـة والـداخــلـيـة بـدلاً من ســيـطـرة الأمن عـلى المخـابــز وبـدلاً من وضع ضـابط أمــام كل مـخـبـز فــلـنـتـوجه جــمــيـعــاً لــزراعــته، ابــدأوا حـمــلــة قـومــيــة لــدفع الــفلاحـين والمـسـتــثـمـرين لـزراعـتـه كـمـا تـوجـد حــملات لا لـلـمـخـدرات وحملات دفع الـضـرائب اجـعلـوهـا شـعار المـرحـلة الـقـادمة هو «زراعة غذائنا بأنفسنا».
شاهـدت موقفاً فى أحد الأفلام عنـدما حدثت مجاعة فى البلاد بـسبـب عدم وجود الـقمح خـرج علـيهم شـخص وقال لــهم: بـدلاً مـن تجـنــيــد الـفلاحــين فى الجــيش اتــركـوهم لى لاسـتخـدامـهم فى زراعة الـقـمح أو أعطـونى نـصف الجيش ليـزرع القـمح لمـدة خمس سـنـوات لتـحقـيق الاكـتفـاء الذاتى وفعلها ونجح وأنقذ البلاد من نقص الغذاء.
* اجعـلـوهـا مهـمـة وطـنـية واذكـروا أن زراعـة الـقمح هي واجب ديـنى فقـد ذكره اللـه فى خمـسة مواضـع فى القرآن وجعله ملك الحبوب.
* لا تـصــدقـوا وزيـر الـزراعـة عـنــدمـا قـال إن مـسـاحـات أراضي زراعة القمح محدودة فـالأراضى الـصـالحـة كـثـيـرة وإمكـانـيـة زراعـتـهـا مـتـاحة فالـراجل وجـد نـفـسه وزيـر زراعـة بالمـصـادفـة وقـد اعـترف منـذ عام بأن هذه الوزارة ثانوية وإرشادية. وها هي نتيجة أفكاره «أزمة في كل منتج زراعي».
* دعــمــوا زراعــة الـــقــمح بــدلاً مـن تــدعــيم شـــرائه فــكل الحلول اĠطروحة هى مسكنات ولن تنفع للمستقبل. وبدلاً من الـطلب من رجال الأعمال والمستـثمرين المساهمة فى حل أزمــة الخــبــز فى شــرائه بـل اطـلــبــوا مــنــهم زراعــته ووفروا لهم الأرض والأسمدة ومستلزمات الزراعة.
* اجعـلوها مـهمـة وطنيـة وحمـلة قـومية فـهى لا تقل عن حـملة «الضـرائب مـصـلحـتك ً أولا» ومـثل حـمـلة أوقف اخملـدرات وغـير حيـاتك ويـكـون الشـعـار «القـمح هـو غـذاؤنا»، وكـل إنسـان يـغار علي وطـنه وعـلي أمته لن يـقـبل الدنـية لـوطـنه وأن تكـون أمته في مؤخـرة الأمم فإن الأمة التي تعيش علي فتات الغير وتقتات من موائـدهم لا يمـكن أن تـصـنع ً نـصرا أو تـبـني ً مـصـرا بل سـتظل أمة ضعيفة هزيلة تابعة لا متبوعة.