الأزهر يحتضن المؤتمر العالمي للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
أكد علماء وباحثون، أن التطور العلمي الذي يشهد العالم في هذه الآونة يستدعي إيلاء الاهتمام بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية بالنظر إلى العديد من الحقائق والدلائل العملية التي سبقا العلم الحديث في الكشف عنها، مشيرين إلى دعوة الإسلام إلى التأمل والتفكر في ملكوت الله وخلق الإنسان.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي يعقد تحت رعاية جامعة الأزهر على مدار يومين، يمشاركة نخبة من العلماء والباحثين المختصين من مصر و8 دول عربية.
ويطرح المشاركون خلال جلسات المؤتمر، 21 مشاركة وبحثًا مٌحكمًا من الناحيتين الشرعية والعلمية حول قضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
وكيل وزارة الأوقاف: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مثبت في كافة وجوه العلم
وأكد الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف، أن القرآن الكريم هو الإعجاز البياني والتشريعي والعلمي وغير ذلك من صور الإعجاز التي لم ولن تنتهي.
وأضاف في كلمته نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن "الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وجه من وجوه الإعجاز لا يقل عن الإعجاز البياني، بخاصة في زماننا الذي وصم بأنه عصر العلم والدليل وهو ما يعد صمام أمان لبعض العقول من الزيغ والضلال وطريقًا للقلوب الحائرة ببيان الحقائق العلمية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة".
ودلل بقول الإمام السيوطي: "ما بلغوا في بيان وجوه إعجازه جزءًا واحدًا من عشر معشاره"، ولا عجب فهو كلام الله الذي لا تنتهي عجائبه"، مشيرًا إلى وصف القرآن وبلاغته من قبل أعدائه، وذلك في قول الوليد ابن المغيرة حين استمع إلى القرآن الكريم: إن "لقوله حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه".
وتابع وكيل وزارة الأوقاف، قائلًا: "لقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن ظواهر علمية قبل الكشف عنها بمئات السنين فقال الله تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، وإن المتقدمين إذا ذكروا وجهًا في تفسير الآية فلا يمنع المتأخرين من استنباط وجه آخر من تفسير الآية".
واستدل على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بقول الله تعالى: "من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل قلبه ضيقًا حرجًا كأنما يصّعد في السماء"، وكان لها تفسير بياني في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والعلم يثبت الآن إعجازًا علميًا بتناقص الأكسجين حينما نصعد في السماء ليصل إلى مرحلة الحرج في المرور إلى الدم، وهو إعجاز علمي للقرآن الكريم بحقيقة علمية".
وأوضح أبو عمر، أن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مثبت في كافة وجوه العلم منطلقًا من قوله تعالى: "وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحى".
مفتي مصر: مؤتمر الإعجاز العلمي يرد على الحملات المشبوهة والمدفوعة من جماعات الضلال
من جهته، أكد الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، أن العالم يموج الآن بكثير من الاضطرابات وتتعدد ألوان الفتن والشبهات والتي تعمل على مسح الهوية واقتلاع الجذور الإسلامية والقضاء على الإسلام جملة وتفصيلًا تحت دعاوى واهية وشبهات مردود عليها.
وأضاف، أن "مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة هو لبنة في الرد على تلك الحملات المشبوهة والمدفوعة من جماعات الضلال، قائلًا: إن الإعجاز في الإسلام لا ينتهي بحدود الزمان والمكان، بل هناك جملة من وجوه الإعجاز لا تنتهي بالزمان والمكان؛ فالدعوة الإسلامية في الواقع المعاصر تواجه تحديات كبيرة وأكبر تحد هو جمود الفكر الديني الذي لم يستطع في بعض الأحيان مواكبة المجتمع والوقوف عند التراث، وهو ما تسبب في ظهور كثير من الأفكار التي تسيئ إلى الفكر الديني وجنوح كثير من الشباب إلى التطرف والإلحاد".
واستدرك المفتي قائلاً: "أنا لا أجلد الذات فأنا من هذه المنظومة التي يناط بها العمل على استشراف المستقبل وترسيخ المفاهيم الصحيحة لتوفير السلم والأمن المجتمعي، ونحن نعمل على يقظة وصحوة الفكر الديني ونقد الذات والنصح والإرشاد وإعمال النظر نحو التأطير الجاد للموافقة بين النصوص الدينية ومستجدات الواقع".
وبين أن "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لم يُشتهر عند المتقدمين على النحو في واقعنا المعاصر، والذي يرجع إلى الاكتشافات العلمية التي تتفق والنص الديني القرآني، والفكر الديني لم يفطن في كثير من دراسات إلى ضرورة التفريق بين الفروض العلمية المتغيرة والحقائق العلمية الثابتة، ولقد انتهز المشككون والملاحدة هذه الفرصة الثمينة بالنسبة لهم فاستغلوا التناقض الذي عززت له كثير من الدراسات الدينية للترويج إلى أفكارهم الإلحادية المنحرفة".
ومضى قائلًا: إن "الغفلة الشديدة والحماسة الدينية المبالغ فيها في هذه الدراسات سبب في الترويج للفكر اللاديني في حين أنها كانت ترنو نحو تثبيت الفكر الديني، ولقد آن الأوان للهيئات والمؤسسات العلمية لوضع إطارات منهجية وبحثية للمحافظة على حقيقة الإيمان للتصديق بالغيب وعدم المبالغة مع قضية الإعجاز العلمي لعدم الوقوع في ردة فعل غير منشودة".
واختتم مفتي مصر، قائلاً: "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة هو البيان لوحي الله واللغة في هذا الزمان التي يتحقق بها الصلاح والفلاح، وهذا المؤتمر فرصة مناسبة للاتفاق على إطار منهجي ومعرفي لتكوين حقائق أصيلة تؤكد الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وصدق منزله وصدق من جاء به".
وأوضح أن هذا يمكن أن يتحقق من خلال 4 أمور:
ضرورة التكوين العلمي والمنهجي للباحثين الذين يناقشون قضايا الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ضرورة التكامل المعرفي والثقافي بين الدراسات الإسلامية والإنسانية لصياغة محتوى ديني مناسب يناقش محتوى القضايا المعاصرة بين الحقائق والفروض العلمية وعدم جمود الفكر الديني في قضايا الإعجاز العلمي أو المبالغة
الاتفاق على صياغة الضوابط المعرفية والمنهجية للتعاطي مع قضايا الإعجاز العلمي بمرتكزات رئيسية لدراسات الإعجاز
ضرورة التنسيق المؤسسي نحو وضع البرامج العلمية الدورية لتأهيل الباحثين والأكاديميين والواعظين تأهيلًا معرفيًا وعلميًا يعزز تناولهم لقضايا الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مخيمر: القرآن مليء بالإشارات والدلالات على ما تم اكتشافه من حقائق علمية
وقال الدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس ومؤسس جمعية الإعجاز العلمى المتجدد، إن َالقُرْآن الكَرِيم مَلِيءٌ بِالكَثِيرِ مِنَ الإِشَارَاتِ والدِّلَالَاتِ عَلَى مَا تَمَّ اكْتِشَافُهُ مِنْ حَقَائِقَ عِلْمِيَّةٍ ونَتَائِجَ فِى الآفَاقِ وَفِى الأَنْفُسِ أَثْبَتَهَا العِلْمُ التجْرِيبِيُّ الحَدِيثُ.
وشدد على أهمية التَّسَلُّح بِالْعِلْمِ؛ للرَّدِّ عَلَى تِلْكَ الشكُوكِ والشُبُهَاتٍ التي يثيرها خصُومِ الإسْلَامِ منْ أجْلِ زَعْزَعَةِ العَقِيدَةِ فِي عقُولِ وَقُلُوبِ شَبَابِنَا.
وأوضح أن الله سبحَانَهُ وتعَالَى أنزل آيَاتٍ كثِيرَةً تَتَحَدَّثُ عَنِ الحَقَائِقِ الكَوْنِيَّةِ والمَخْلُوقَاتِ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ علُومِ المَعْرِفَةِ فِى زَمَنِ العِلْمِ والتقْنِيَةِ، دُونَ أَنْ تَسْقُطَ كَلِمَةٌ مِنْ كَلِمَاتِهَا أوْ يُصَادِمَ جُزْئِيَّةً مِنْ جُزْئِيَّاتِهَا.
وأشار إلى أنه "بِالنَّظَرِ إلَى مَا يَتِمُّ اكْتِشَافُهُ مِنْ كُنُوزٍ كَامِنَةٍ وَرَدَتْ فِي القرْآنِ الكَرِيمِ وَلَمْ تكُنْ مَعْرُوفَةً مِنْ قَبْلُ، جَاءَتْ فِي صُورَةِ إشَارَاتٍ عِلْمِيَّةٍ تَضَمَّنَهَا كِتَابُ اللهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَكْتَسِبُ الإِعْجَازُ العِلْمِيُّ أَهِمَّيَّةً مُتَزَايِدَةً فِي هَذَا العصْرِ، فِي ظِلِّ الحقَائِقِ العِلْمِيَّةِ التِي يُثْبِتُهَا العِلْمُ الحَدِيثُ، وكَانَ القرْآنُ سَبَّاقًا إلَى الكَشْفِ عَنْهَا قَبْلَ أكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وأَرْبَعِمِائةِ عامٍ".
وبين أن "مِنْ أَبْرَزِ مَا يَتَّسِمُ بِهِ الإِعْجَازُ العِلْمِيُّ فِي القرْآنِ التنَوُّعُ والشُّمُولِيَّةُ، مَا بَيْنَ إعْجَازٍ فِي خَلْقِ الأَكْوَانِ، وإعْجَازٍ فِي النَّفْسِ، وإعجَازٍ فِي خَلْقِ النبَاتِ وَالطيْرِ والحشَرَاتِ والحيَوَانَاتِ، وإعجَازٍ غَيْبِيٍّ، وإِعْجَازٍ تشْرِيعِيٍّ، وإعجَازٍ اقتِصَادِيٍّ، وإعْجَازٍ غذَائِيٍّ، وإِعْجَازٍ وِقَائِيٍّ، وإعْجَازٍ طِبِّيٍّ، وإعْجَازٍ لُغَوِيٍّ وبيَانِيٍّ،وإِعْجَازٍ تَأْثِيرِيٍّ وألوَانٍ أُخْرَى مِنَ الإِعْجَازِ لَا يُحْصَى عَدَدُها وَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى الخَالِقُ المُصَوِّرُ".
المصلح: الدين الأسلامي أطلق الفكر بدون إرهاب أو تكبيل
وأكد الدكتور عبد الله المصلح، الرئيس الشرفي للمؤتمر الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، أن الأزهر الشريف هو قلعة العلم الحصينة التي انحصرت تحت أسوارها ظلام الجهل.
وأضاف، أن الدين الأسلامي أطلق الفكر بدون إرهاب أو تكبيل فلا تضاد بين العقل والنقل، ودعا إلى العلم والعمل الجاد والهادف بما فيه الخير والمصلحة والفلاح قال تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
وتابع: "لقد أكرمنا الله في هذا الزمان برفع راية الهدى والنور ودحض الفساد والظلام بالعلم، فعلينا أن نذكر نعمة المنح الإلهية في إقامة الحجج على البشرية من خلال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فنخاطب الناس بالحجج العلمية وحقائقها الموثقة التي تدل على صدق سيدنا محمد وأنه رسول الله إلى العالمين وحري بنا أن نسير في قافلته ونرفع راية العلم والدين ليزداد الذين آمنوا إيمانًا، "لكن الله يشهد بما أنزل إليه أنزله بعلمه" فبالعلم والحجة تتجدد".
وأفاد المصلح، بأن "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو اليقين الصادق في زماننا هذا، فيدل على أن لهذا الكون خالق أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالدين لهداية الناس إلى الحق والإبداع والرقي المادي وصناعة الحضارة الإنسانية بالعدل والعلم يصبح أداة بناء لا معول هدم ودمار".
وأوضح، أن "الأبحاث التي تنطلق من القرآن العظيم والسنة المطهرة لتوجه عقول العلماء في الشرق والغرب لهذين الكنزين والتي تجاوزت 1600 آية وحديث للإبداع والابتكار وإثبات الحقائق العلمية، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) بعث في القرن السابع الميلادي وأخبرنا بحقائق علمية لم تكن معروفة في زمانه بل ظهرت جلية في زماننا هذا فمن أخبر هذا الرجل الأمي بهذه الحقائق العلمية؟ إنه الله العظيم الخالق".
وأردف المصلح: "إن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة هو لسان البيان في هذا العصر، وعلينا أن نلتزم المنهج العلمي في البحوث التي أكدها القرآن والسنة قبل 1400 عام، ونعلنها دعوة عالمية جادة للباحثين أن يشاركونا بعلمهم ورأيهم ونصحهم بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية المطهرة".
نائب رئيس جامعة الأزهر: القرآن سبق العلماء بـ 1400 عام في إثبات خلق العظام قبل اللحم
وقال الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر، إن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة باب عظيم لنشر العلم والوحي الإلهي في ربوع العالم.
وأضاف في كلمته نيابة عن الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، أن كفار قريش الذين بعث فيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكذبوه بل جحدوا ما جاء به حبًا في الزعامة والدنيا قال تعالى: "فإنهم لا يُكذبونك ولكن الكافرين بآيات الله يجحدون"، فحب الزعامة والريادة وحب الدنيا منع كفار قريش من الإيمان برسالة الإسلام.
وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر إلى وجه من وجوه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حول خلق الإنسان، متمثلاً في قوله تعالى: "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وتابع: "كان هناك جدال علمي أيهما يٌخلق أولًا: العظم أم اللحم؟ حتى تبين بالعلم في الخمسينيات أن العظام تتكون أولًا ثم يتكون اللحم؛ فسيبقى القرآن خالدًا وباقيًا".
وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر إلى أحد دلائل الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وفر من المجزوم فرارك من الأسد"، متسائلاً: "فمن كان يعلم أن مرض الجزام هو مرض معدٍ قبل 1400 عام؟".
واختتم بقوله: اللغة العربية معجزة في مفرداتها التي تضم 12 مليون و 650 ألف كلمة ليست موجودة في إجمال 20 لغة من لغات الأرض"، موضحًا أن "آيات العلم والتفكير في القرآن الكريم أكثر من آيات العبادات، وأمرنا الله أن نحمل هذه الرسالة الوسطية وتبليغها وبيانها للناس للدفاع عن القرآن والسنة، ولابد أن يتمتع من يتصدى لهذا الباب بسلاح العلم وأدوات البيان".
الذكاء الاصطناعي والإعجاز
وقال الأستاذ عبد الرحيم بوزيدي، إن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هو حياة نعيشها ويجب أن نغرسه في عقولنا وعقول أبنائنا ونبلغه للناس.
وأضاف في كلمته ممثلًا عن ضيوف المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة: "نحتاج في واقعنا المعاش إلى تأسيس مؤسسة تعنى بهذا المجال لتقديم دراسات علمية مؤكدة ومحكمة تظهر إعجاز القرآن والسنة في كافة العلوم قبل 1400 عام".
وتابع: "كما كان عام 2023 عامًا للذكاء الاصطناعي، نأمل أن نستثمر هذا الباب لخلق مجال خصب للإعجاز العلمي في القرآن والسنة".
وتنظم جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بالقاهرة، بالتعاون مع جامعة الأزهر الشريف ، المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وذلك يومي 26 و27 أكتوبر الجاري، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين في مجال الإعجاز العلمي من مصر و9 دول عربية وإسلامية.
ويعقد المؤتمر بقاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر، تحت رعاية الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وبحضور الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، والدكتور عبدالله المصلح الرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد، والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.
محاور وأهداف المؤتمر
وتشمل محاور المؤتمر:- الإعجاز العلمي في العلوم الطبية، والإعجاز العلمي في علوم الفلك والفضاء، وكذا الإعجاز العلمي في علوم الأرض، وكذا الإعجاز العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والإعجاز العلمي في العلوم التشريعية، والإعجاز العلمي في علوم الحياة، والإعجاز اللغوي والبياني في القرآن والسنة.
ويهدف المؤتمر إلى بيان أوجه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وإثبات أن القرآن الكريم وصحيح السنة لا يتعارضان مع الحقائق العلمية الثابتة، وبيان أهمية الإعجاز العلمي في الاستدامة في كافة العلوم وأثره في المحافظة على المجتمع، وبيان عالمية المنهج القرآني في إثبات صدق النبوة والوحي في كافة العلوم.
ويهدف أيضًا إلى بيان أثر الإعجاز العلمي في تحديد المشكلات التي تشكل خطرا على الإنسانية لوصف الحلول المستوحاة من القرآن والسنة، وتشجيع العلماء والمفكرين لتكثيف جهودهم العلمية في البحث عن مزيد من الوجوه الجديدة في إعجاز القرآن الكريم والسنة المطهرة، والتأصيل الشرعي للعلوم التطبيقية وإثبات إعجاز القرآن والسنة من خلال ذلك.
ما هي جمعية الإعجاز العلمي المتجدد في القرآن والسنة؟
وأنشئت جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بمصر عام 2013، تحت شعار (فكر - علم - ثقافة - تنمية) كأول جمعية في مصر متخصصة في قضايا الإعجاز، مستهدفة بيان أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وصحيح السنة والتأكيد على أنه لا تعارض بينه وما توصل إليه العلم الحديث.
أهم أنشطة الجمعية
عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات المتعلقة بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، داخل وخارج مصر، ونشر الأبحاث العلمية المتعلقة بالإعجاز العلمي المتنوع في القرآن والسنة، وكذا عقد ندوات علمية دعوية للدفاع والرد على الشبهات المثارة فيما يتعلق بالإعجاز العلمي، إلى جانب تخصيص برامج متنوعة للإعجاز العلمي ليصبح وسيلة من وسائل الدعوة.
ومن أنشطة الجمعية أيضًا: فتح فصول لتحفيظ القرآن الكريم، وبرامج براعم الإعجاز، وإصدار مجلة لتناول قضايا الإعجاز العلمي والتعريف بأنشطة الجمعية وهى مجلة "إعجاز" بترخيص من المجلس الأعلى للصحافة.