السبت 21 ديسمبر 2024 مـ 06:54 مـ 19 جمادى آخر 1446 هـ
موقع الصفوة
الشبكة الإقليمية تثني على وعي الشعب السوري وتحض على منع الانتقام وزير المالية: إصلاح اقتصادي شامل لتحفيز الاستثمار ودعم النمو المستدام.. «صور» وزيرة التضامن تلتقي سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة عقب توليها مهام عملها بمصر الشربيني: مصر مستعدة لتقديم خبراتها ومشاركة نجاحاتها في مجال التنمية العمرانية مع أشقائنا بتونس رئيس الوزراء يتابع مع وزير الاتصالات مستجدات العمل في عدد من الملفات وزير الإسكان يعرض التجربة العمرانية المصرية على نظيره السوداني وزيرا الرياضة والتعليم يوقعان بروتوكول تعاون بين الوزارتين النقابات المهنية تواصل العمل لتحقيق أعلى جودة في خدمات الرعاية الصحية بأقل تكلفة السيسي يستقبل نظيره الإندونيسي في قصر الاتحادية الصحة تعلن إضافة دواء مناعي جديد لعلاج مرضى ”سرطان الكبد” أحمد مكادي: الريف المصري ومستقبل مصر قاما بخلق شراكات بين الاقتصاد الزراعي المصري والاستثمار العربي والأجنبي ”دكان الفرحة” يوفر 38 ألف قطعة ملابس جديدة لرعاية 7000 طالب وطالبة في جامعتي جنوب الوادي والفيوم

مدحت بركات يكتب: الفن والثقافة

فقد نجحت أولى اكتشافاتى وكنت سعيداً بهذا الفيلم وقد قابلت مخرج الفيلم وائل إحسان بعد الحفلة وتحدثنا سوياً وقال لى: إن هذه القصة حقيقية وإن اختلفت فيها بعض المواقف حيث إنها قصتى عندما حضرت من الإسماعيلية منذ سنوات فى بداية حياتى.. فقلت له: ليت يفهم ويتعلم كل من يشاهد هذا الفيلم.

من ضمـن اعتـقـاداتى الخـاطئـة الـتى اكـتشـفـتـها اعـتــقـاد مــشــاهـدة الأفلام والمــسـرحــيــات من مـتع الحــيـــاة الــتـى تــأخـــذ من وقت الإنـــســـان الــواجب استغلاله فى العـمل والاجتهاد والإنـتاج والعطاء.. فكـانت جـلـسة عـمل أو صـفـقة أو مـؤتـمـر أو قراءة أهم عندى من مشـاهدة فيـلم سواء فى التلـيفزيون أو الـسـيــنـمـا يـأخــذ من وقـتى ســاعـتـين أو ثلاثـاً.. فـعـمــلى الـتـجــارى أو الاجـتـمــاعى أهم بـكــثـيـر من أصلاً لا تـكـفى لأعـمـالى فـكـيف أضـيع مـنـهـا وقـتاً مشاهـدة فيلم لأن سـاعات اليوم الأربـع والعشرين لمشـاهدة فـيـلم حتى تـلـيفـزيون مـكـتبى فى سـاعات وجـودى فى المـكـتب مـغـلق تـمامـاً ولا يـعـمل إلا فى حـالـة مـشـاهـدة بـرامـج سـيـاسـيـة أو إخـبـاريـة ولن أتـكلم عـن تلـفـزيـون مـنـزلي لأني لا أجـد وقـتـاً غـير ساعات النوم عند رجوعي إليه. ظل هذا الاعـتقاد راسـخاً فى ذهـنى حتـى قابلت فى يــوم قــريب الأســتــاذ حــمــدين صــبــاحى أثــنـاء زيارته الخـاصـة لنـا بالجـريـدة..

وكلـنـا يعـرف هذا الـرجـل ونـضــاله وحــبه لــلــوطن وأنه أحــد أعــضـاء مـجـلس الـشــعب المـمـيـزين ويــتـمـتع بـثــقـافـة عـالـيـة ورأيته يستـأذن رئيس التحريـر فى الرحيل وكانت السـاعـة ٢ قـبل الـفـجـر حتـى يسـتـطـيع مـشـاهدة بعض الأفلام المـهمـة.. ولكنى الـتزمت الـصمت ولم أعـــلق عـــلى الحـــديث.. وتحـــاورت مع نـــفـــسى فى سرى فهـذا الرجل يـوميـاً يـواجه مشـاكل مع الحكـومة والأمن ويخـرج فى مظـاهـرات مع النـاس ويحـضر جلـسات مجـلس الشـعب ويدخـل فى معـارك دائمة مع نـواب الحـزب الوطـنـى وسألـت نفـسـى هل بـعد كل ذلك يــســتــطــيع هــذا الإنــســان أن يــجــد وقــتــاً ليضيعه فى مشاهدة فيلم؟!! فـكــان سـؤالاً مــحـيــراً.. ولـكن بــعـد أن اســتـأذن ورحل صــديـقــنــا الـعــزيــز ســألت الأسـتــاذ جــمـال رئيس التـحريـر حيث إنه صـديقه مـنذ زمن بـعيد.. وقلت له: إيه حكاية حب الأسـتاذ حمدين وحرصه عـلى مــشـاهــدة الأفلام الـســيـنــمـائــيـة.. يـعــنى هـو فـاضى لـلـكلام ده؟ فـرد صـديـقى جـمـال وقال: إن مــثل الأســـتــاذ حـــمــدين والـــكــثــيـــر من المــثـــقــفــين والسـيـاسيـين يـعتـبـرون مشـاهـدة الأفلام الأجنـبـية والمـصـريـة جزءاً مـن الـثـقافـة الـعـامـة الـتى لا غـنى عـنـهــا، وهـنـاك من المــثـقـفــين والـسـيـاســيـين الـذين يشـاهـدون بالـثلاثـين فـيلـمـاً فى الشـهـر فمـشـاهدة الأفلام لـيـست مـتـعـة عـنــد المـثـقـفـين والـسـيـاسـيـين ولكنـها تـزيد من علـمهم وتـثرى أفكـارهم وتطـلعهم عــلى مــا هــو جــديــد من تــصــرفــات الــبــشــر.

أمــا الأفلام بــالـــنــســبــة لـــلآخــرين فــمـــا هى إلا مــتــعــة للضحك والإثارة.. وممكن التقليد.

عـلى العـمـوم الـكلام كـان جـديـداً بـالـنـسـبة لى.. ووقتها قررت أن أغطى وقتا لمتابعة بعض الأفلام لاستكشف بنفسى هذه الحقيقة أو التأكيد عليها.

كثـيـر من أصدقـائى الـفنـانـين والمنـتـجين يـدعـوننى لحـضــور حــفلات افــتــتــاح أفلامــهم وكــنت دائــمـاً اعتذر.. لضيق الوقت والسفـر الكثير وكنت أعتبر هذه الحفلات ضياعاً للوقت ولكن منذ أيام دعانى الأستـاذ مـحـمـد الـسبـكى المـنـتج الـنـاجح لحـضور حـفل افـتتـاح فـيـلـمه الجـديـد «حـلم الـعـمـر» بـطـولة حــمــادة هلال وإخــراج وائل إحــســان.. وفى هــذه المرة قـبلت الـدعـوة لاستـكشـاف الحـقيـقة الجـديدة وهى تأثير الفن فى ثـقافة البشـر وبصراحة حظى كويس لحـضـورى هذا الـفيـلم بـالذات فـقـد تعـودنا وسـمـعـنـا كـثـيــراً عن الأفلام والـسـوق وأن الـفـيـلم لــكـى يــنــجـح يــعـــتــمــد عـــلى المـــواقف المــضـــحــكــة والمشـاهـد الجنـسـية وأن قـصص الأفلام أصـبحت ضعيفة لا تؤدى إلى ثقافة واضحة.

ولـكن هــذا الــفـيــلم شــدنى جـداً.. فــلم أجــد فـيه منظراً إباحياً ولم أجد فيه قبلةً أو مشهداً جنسياً واحداً هناك رسالة وقـصة يتبنـاها هذا الفيلم هى الانتـماء والكـفاح وعـدم اليـأس وحب الوطن.. وأن الـظــلم والــشـر لابــد لــهـمــا من نــهـايــة وهى قــصـة يحتاجها الشباب والكبار.

الـفــيـلم يــعــطى دروسـاً من نــوع جــديـد تــألق فـيه الجميع وخصوصاً الفنان القدير توفيق عبدالحميد الـذى انـتـصـر عـلى الـيـأس وبـدأ من جـديـد بـعـد أن فاته قطار العمر ونجح وانتـصر وفاز ببطولة العالم فى الملاكـمـة مع شـاب امـتلأ بـحب الـوطن فـقـد وقع هذا الشاب بالضربة القاضية فى حلبة الملاكمة فى نهائى بـطولة الـعالم وسمع المـصريين وهـو فى حالة إغـماء تـام وهم يـهـتـفـون لمـصـر.. فـوقف عـلى قـدميه وزاد الجـمـهـور فى الـهــتـاف «مـصـر.. مـصـر» وقـام الـشـاب وأبـرح الملاكم الأمـريــكى ضـربـاً وفـاز عـلـيه بــالــقـــاضــيــة.. ويـــا له من مــشـــهــد بــارع فى الأداء والتصوير والإخراج. فهـذا الـنـوع من الأفلام أعـتقـد أنه رسـالـة تصل إلى الــنـــاس بــســـهــولـــة وتحــرضــهـم عــلى الـــعــمل والـكـفـاح والـنـجـاح والانـتــمـاء لـلـوطن مـهـمـا كـانت الظروف أمامهم. فقد نجحت أولى اكتشافـاتى وكنت سعيداً بهذا الفيـلم وقد قـابلت مخـرج الفيـلم وائل إحسـان بعد الحـفلـة وتحـدثـنـا سـويـاً وقـال لى: إن هـذه الـقـصة حـقـيـقـيـة وإن اخـتـلـفـت فـيـهـا بـعض المـواقف حـيث إنها قـصتى عـندما حـضرت من الإسـماعيـليـة منذ سـنــوات فى بـدايــة حـيــاتى.. فـقــلت له: لـيت يــفـهم ويتعلم كل من يشاهد هذا الفيلم.

وأعتقد أننى بدأت أتأكد من صحة كلام رئيس التحريـر والصديق حمـدين.. فقد استـفدت كثيراً من مـشــاهـدة الــفــيـلم بس خــايف حــد يـرانى فى سينما أشـاهد فيلـماً يفهـمنى غلط!! ويا سلام لو صـحــفى أو مــنـافس شــافــنى بـأكـل «فـيــشـار» أو يقولوا إيه؟.. «لب» أثـنـاء مـشـاهـدتى لـلــفـيـلم.. تـفـتـكـروا ممـكن.