مدحت بركات يكتب: قدرك يا مصر
لم أجد شيئاً أفعله إلا شوية كلام أقولهم للناس وأذكرهم فقط بالقدس وأهلها وأدعو العرب أن يفعلوا شيئاً وكل ده مش ها يجيب أى نتيجة ولن يفعلوا شيئاً فى زمن مات فيه الرجال ونرى فيه أمراءنا.
كـــــلــــمـــــا وجـــــدت جـــــريــــدة تـــــكـــــتب عـن غــــزة والفـلـسـطـيـنـيـين أتـرك الجـريـدة قـبل قـراءة الخـبر وعندما أحوّل قناة التليفزيون على محطة إخبارية ورأيـتـهـا تـتكـلم عن حـصـار غـزة أحـوّل الـقـناة!!.. عـارفين لـيه عـلـشـان مش قـادر اسـمع إهـانتى ولا إهــانـة الــعـرب والمـسـلـمــين بـأذنـى وأراهـا بـعــيـنى فــلــيـس فى يــدى شـىء أفــعــلـه فــإنـــنى أهــرب من الجــرائـد والــتــلـيــفـزيــون والــراديـو كــلـمــا رأيــتـهم يـتـكلـمـون عن إجـرام الصـهـاينـة فى غـزة وضـياع هيـبـة العـرب والمسـلمـين فـقطـاع غزة يـحتـوى على مليون ونصف المليون يعانون مأساة إنسانية فهو شعب مـحـاصر «لا مـيـاه ولا كهـربـاء ولا وقود ولا مسـتـشفـيات ولا غـذاء» فـهى حالـة تـهدد الجـميع بـالمـوت جـوعــا ومـرضـاً.
ولـكن فــكـرت مـاذا أفـعل وأنا مـواطـن عادى داخـل شعـب وداخل دولـة بـها قــنــوات شــرعـيــة ومــاذا أفــعل لــدفع الإهــانـة عن نـفسى وكرامـتى فأنـا واحد من الـعرب والمسـلمين والذين فى غزة هم إخوانى ويـدافعون عن القدس التى كـانت قبـلة المـسلـمين لمـدة ١٣ عامـاً يدافـعون عن أرض المـسـلـمـين الـتى هى مـسـئـولـة مـنا نـحن العرب جمـيعاً أمام الله وفى النـهاية لم أجد شيئاً أفعـله إلا شوية كلام أقـولهم للـناس وأذكرهم فقط بالـقـدس وأهـلـهـا وأدعـو الـعرب أن يـفـعـلـوا شـيـئاً وكل ده مش هايجيب أى نـتيجة ولن يفـعلوا شيئاً فى زمن مـــات فــيه الـــرجــال ونـــرى فــيـه أمــراءنــا ومـلـوكـنـا يـسـتــقـبـلـون الـصـهــايـنـة ومن يـوالـونـهم ويـضـحـكـون ويـرقـصـون مـعـهم وشـغـالـين حـضن وبـوس فيـهم والحجة إن الـسيـاسة عـايزة كده أى سـيـاسـة هذه الـتى تجـعل الـصـهـاينـة بـحـمـاية من الأمريكـان يحـتلـون قدسنـا ويقـتلون إخـواننـا أيها الـعـرب إذا كـنـا نــريـد فـعلا الـعــمل لـوجه الـله فلا نهتم بكل المصطلحات الغريبة ولنضع يدنا فى يد بعضـنا ونـتحـد ونأخـذ قراراً واحـداً هو «يـانعيش كـلـنـا عـيـشـة فل يـا نمـوت إحـنـا الـكل» ومـا أحـلى المــوت فى ســبـــيل الــله فــكــفـــانــا حــبــا لأنــفــســنــا وكراسينا وحياتنا فما عند الله خير وأبقى. فلتخرج كل منظمات حقوق الإنسان على وجه الأرض وتــعــطــيــنــا رأيــاً فــيــمـا يــجــرى فـى غـزة فلـيخرج الـبرلمان الأوروبى ويعـطينـا رأياً فهل ما يحـدث فى غزة أقل من اتهـامهم وانتـقادهم لملف حقوق الإنسان فى مصر.
فـأين هـو البـرلمان الأوروبى الذى هـاجم مـصر فـى حــــقــــوق الإنــــســــان ومـــــا هــــو رأيه الآن فى مساعدة مصر للشعب الفلسطينى المحاصر فى حق الإنــســان؟ هل يــصــر عــلـى اتـهــامــنــا؟ وهل الـدفـاع عن حق الإنـسـان الـفـلـسطـيـنى لـيس من قـيـاسـاتـه لـتـصـنـيف الـدول الــتى تـتـعـرض لـهـذه الحقوق! فــالـقــصـة لا حــقــوق إنـســان ولا غــيـره بل هى أحلام الــصــهــايــنــة فى الــقــضــاء عـلـى الــعـرب والمسلمين وإنهم يسيرون فى خطى مدروسة فى ظل انشغال العرب بالدنيا ومتاعها وكراسيها.
إن الـذى يحـدث فى غزة يـجعـلنى أشك فى أن مــا حـدث كــان ضـمـن أجـنــدة بــوش عـنــدمـا زار مـنــطـقــة الـشــرق الأوسط وأشـعــر أنه سـيــنـاريـو الـــقــــضـــاء عــــلى حــــمـــاس لحــــســـاب الــــرئـــيس الـفـلـسـطـينـى مـحـمود عـبـاس الـذى تـراهن عـلـيه إسـرائــيل وأمــريــكــا لأنه هــو الـوحــيــد المــتــفـاهم والــذى يــســـتــطــيع تــقــديم مـــعــاهــدة سلام عــلى مـزاجهم فـإسرائـيل تريـد ترك ١٠% من المساحة لـلــفــلــســطــيــنـيــين الــذين عــددهـم ٩ ملايــيين فـرد لـيقـيـموا دولـتـهم عـليـهـا ويسـتـأسدوا هم بـ ٩٠% مـن المـســاحــة وعــددهم ٥ ملايــين شــخص وهى طـبــعـاً قـسـمـة الــعـدل فى نـظـرهـم وعـلى الـعـمـوم يـقـســمـوا ويـنــفـذوا هــو يـعـنى فــيه أحـد يــقـولـهم حاجة.
فـنـحن الـعـرب الـذين فـعـلـنـا كل هـذا بـأنـفـسـنا بالـسيـر وراء الـصهـاينـة ومن يـواليـهم ويهـادنهم ويمشى فى ركابهم ويستقبلهم بالأحضان.
ولـنـا كـلـمة حـق وإنصـاف من مـنـطـلق أهـدافـنا وهى مع الـدولة وضـد الـدولة ومع الحـاكم وضد الحاكم طـبقـاً لقـول أبى بـكر وعـمر ابن الخـطاب «إن أصــبت فـأعـيــنـونى وإن أخـطــأت فـقـوّمـونى» ونحن الآن نـعينـهم ومعهم فى قـرارهم التاريخى الــذى سـوف يــسـجــله الـتــاريخ بــحـرصــهم عـلى الـشعب الـفـلـسطـيـنى العـربى وفـتح أرض مـصر لاسـتـقـبــال إخـوانـنـا وإنـقــاذهم من المـوت جـوعـاً ومــرضـاً لــقــد تحـرك رجـل واحـد وتحــركت بــلـد واحدة كما أن يكون قدرها وتاريخها أن تتحمل مسـئولية الـدفاع عن العـرب والمسلمـين فها نحن المـــصــــريــــيين الـــعــــرب الــــذين نــــعـــرف الــــواجب والمـسـئـولـية تجـاه شـعـبـنا الـعـربى هـا نـحن أيـها المـدافـعــون عن حـقـوق الإنــسـان وهـا نــحن أيـهـا الأخـــوة الـــعـــرب فـــأين أنـــتم هـــذا هـــو الــشـــعب المــصـرى والـقـيـادة المـصــريـة الـتى لم تـتـوان فى الدفاع عن حقوق العرب والمسلمين. هــا نـحـن................ هـا نــحن................ ها نحن........