مدحت بركات يكتب: أبو تريكة والإخوان وأمن مصر
أصبـحت محـاصـرا فمـا زالت وسائل الإعلام تـكتب عن إهانة الـصهاينة لنا وللعرب جمـيعا ما زالوا يلاعبوننا تارة من غزة وتارة من البرلمان الأوربى وتارة عن طريق أمريكا، فكـلما حاولت الهـروب من هذه الحالة الحـزينة حتى أعطى نـفـسـى فرصـة لـلـفـرحـة بـتـقـدم الـفـريق المـصـرى فـى كأس الأمم الإفـريـقيـة أجد خـبرا أسـوأ عـما يـحدث عـلى الحدود مـا بـين مصـر وغزة فـأقـارن فرحـتى بالـفـريق المصـرى وما يحـدث من مصادمات على الحدود وحصار وخراب ودمار وضـيــاع فـلـسـطـين فــأخـرج من فـرحـتى مــبـاشـرة، فـلـست وحدى الذى أعـيش هذه الحالة فهناك الكثير من المصريين يـتـبــادلـون مـعى هـذا الــشـعـور وأشـهـرهم أبــوتـريـكـة، وهـو اللاعب الخلـوق الذى يـحفر اسـمه بخـطى ثابـتة داخل قلب كل مـصـرى وعـربى، فـهـو مـن الـذين امـتـزجت فى قـلـوبـهم الـفـرحة بـالحزن فـمن الفـرحة لم يـنس غزة وفـلسـطين، ولن أزيد فى هـذا الحدث لأن تـفاصـيله ملأت الـكون واسـتطاع أن يوجه رسالة للعالم أجمع بالنيابة عنا.
أنـا مش عـارف هـو كل واحد يـعـبـر عن الشـعـور الـدينى الموجـود بداخله يـبقى مـنتـمى لجمـاعة الإخـوان أقصد إلى أى جـماعـة إسلامـية هـو يعـنى مـافيش مـصـريين مـسلـمين ويـنـتـمــوا لـديـنـهم ومـلـتـزمـون بـدون الـدخـول فى صـراعـات الجـمـاعـات هل أصـبحـنـا فى زمن الإتجـار بـالـدين والـلعب عـلى أوتار الـعـاطفـة الديـنـية؟ الـراجل أبـو تريـكـة ألهـمه الله بفكـرة ووجد نفسه فى موقع يستطيع أن يبعث برسالة إلى إخوانه الفـلسطينيين بتعاطفـه معهم وينبه النائمين أن هناك مـنطـقة اسمـها غـزة يموت شعـبهـا جوعا ومـرضا.. بـالطبع عــمل مــصــرى وطـنى وديــنى وقــالــوا عن الـراجـل إنه تـابع للإخــوان والـذى روج الإشــاعــة هم الإخـوان أنــفــسـهم لأن أبـوتـريـكة كـسب أرضـا جـديدة فى حب الـنـاس فأرادوا أن يكسـبوا ما كـسبه أبو تـريكة من تـعاطف الشـعب وما يثبت أنـهم الـذين روجــوا الإشـاعـة تــصـريـحــهم فى الجـرائـد أن أبوتريـكة ليس عضوا تـنظيميـا فى الجماعة فالجـماعة فيها أعضاء عـاديون وليسوا منظمـين ومعناها أنه عضو عادى.
الحـكـاية عـجـيـبـة فـالصـراع بـين الحـزب الحـاكم والإخوان كاد يعـصف بنـا نحن المواطـنين إلى اتهـامات مـختلـفة فمن ليس مع الإخـوان ومع الحـزب الحاكم يـتـهمه الإخـوان بأنه يـعـصى الـله ومن يـقـترب من الإخـوان تـتـهـمه الحـكـومة أنه مـتطـرف وخـطر وتـتابـعه أجهـزة الـدولة وأبـو تريـكة لامع ده ولا مع ده ولم يسـلم من الاتـهامـات.. اتصل خـالد مـشعل بـأحد الـصـحفـيين فى غـانـا وطلب رقم أبـو تـريكـة لـلتـحدث مــعه وشــكــره عـلـى عـمــله فــرفض ابــوتــريـكــة الــتــعـامل أو الاتصـال لا مع حمـاس ولا غيرهـا وقال إنه لا يـعرف ً أحدا غير الـشعب الفلسطـينى وإنه ليس تابعـا لأى جماعات فهو درس أخلاقى جديـد قدمه أبو تريكة للناس وأثبت أبوتريكة أنـه معـنا نـحن المـصريـين نحن الـشـعب بدون اتجـاهات ولا جماعات.
كشف الأمن المـصرى عن محاولات إرهابية كانت بعض العنـاصر الفلسطيـنية تعتزم تنـفيذها داخل عدة مناطق فى مـصـر وتم ضـبـط أسـلـحة مـتـطـورة تـضـم أسـلـحـة قـنـاصة وقـنـابل وأحــالـهم لــلـنـيــابـة كـمــا تم الـقـبض فى طــابـا عـلى خمسة فـلسطينـيين يستهدفـون القيام بأعـمال انتحارية فى إسرائيل بحوزتهم أحزمة ناسفة.
وذكـر شــهـود عـيــان فى رفح أن بـعـض الـفـلــسـطـيــنـيـين حـاولـوا العـبـور بالـقـوة من أحد الـطـرق الفـرعـية إلى داخل المـديـنة وأطـلـقـوا الـنـار عـلى كلاب الحـراسـة بـأحـد المـنازل فـقــتـلـوهــا أمـام الجـمـيع ممــا أغـضب الـعــديـد من الأهـالى فـتــدخـلــوا وأعــادوهم إلى غــزة وأدى الحـادث إلى إصــابـة أكثر من ٣٦ من رجال الأمن ـ حالة بعضهم خطيرة. وحـاول بعض الـفلـسطيـنيـين رفع العـلم الفلـسطـينى فوق مؤسـسات مـصر وفـجروا الأسـوار وتعـدوا على الحدود وعــلى الــقــوات الأمـنــيــة واشــتــبـكــوا مع الــقــوات المــصــريـة وأصــابــوا جــنــودنــا ومــنــهم من هم فى حــالــة خــطــرة ولم يتعرض لهم أحد.
إن الأمـن المصـرى فى مـأزق غـيـر عادى فـهـو بـين نارين الأولـى كـيـفـيــة الـتـعـامل مع إخــوانـنـا الـفــلـسـطـيــنـيـين عـلى الحـدود والـثـانيـة هى الحـفـاظ على الأمن الـقـومى المـصرى من أخــطـار الإرهـابــيـين الــفـلـســطـيـنــيـين حــالـيـا والمــقـاومـة الـفلـسطـيـنيـة سابـقـا فهم فى بلادهـم بأسـلحـتـهم مقـاومون للاحـتـلال أمـا عــنـدنــا فـهم إرهــابـيــون عـلى الــعـمــوم نـحن واثقون من كفاءة قواتنا الأمنية.
لقد تـعاطفنا وكتبنا وتكلـمنا عن واجب استقبال إخواننا الفـلسطيـنيين فى بلادنـا وكذلك عن الدور الـقومى المصرى الـعربـى الذى قـامت القـيادة المـصـرية والـقيـادات الأمنـية به وسـماحـها للإخـوة الفـلـسطـينـيين بـدخول مـصر وشـراء ما يـحـتـاجـونه مـنـهـا، ولـكـن مـصر أولا وأبـدا أمـنـهـا الـداخـلى والخارجى فوق كل اعتبار.
أيها الـهاربون لمـاذا تجعلوا المـصريين يكـرهون إخوانهم الفلـسطيـنيين فأنـتم فى بلادكم تقاتـلون دفاعـا عن حقوقكم ولـكن مـا تـفعـلـونه فى بلادنـا اسـمه إرهـاب لـشـعب يـحـبكم ويــسـتــضـيــفـكم ويــقف وراءكم ويــسـانــدكم فى حــصـاركم ويـنقـذكم من المـوت جوعـا ومـرضا.. سـتـجعـلـون المصـريين ينـدمون على تعاطفهم مـعكم لأنكم تهددون أهلهم وأولادهم وبيوتهم فلا يكون ثمن الضيافة هو عذاب شعب.
أيـهـا الإخـوة فى حـركـة حـمـاس أنـتم تـدافـعـون من أجل فـلـسـطـين إذا تـتـركـون الأرض وتـتـوغـلون فـى بلاد أخرى فإذا رحـلـتم منـهـا سيـستـولى عـليـهـا الصـهايـنـة فإذا كـنتم صحـيح تـدافـعون من أجل الأرض والـدين أدعـو أهـلكم أن يـرجـعـوا لـبلادهم حـتـى لا يـسـتـولى عـلـيـهـا الـصـهـايـنة ولا تـتـركـوهم يـتـوغـلـون بـالـشـر فى بلاد إخـوانـهـم فلا تـقـابـلوا الحسنـة بالسيـئة وحافظـوا علينـا مناصرين مـساعدين لكم وقت الـشـدائد فلا تـتـركـوا غزة ودافـعـوا عـنهـا فـهـو قدركم وثوابكم عند الله ونحن معكم.
