مدحت بركات يكتب: شعب أراد.. فانتصر
لا أخفى عليكم الحالة التي شعرت بها بعد أن سمعت خبر حبس الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه جمال وعلاء خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات وترحيلهم إلى سجن مزرعة ظرة فقد اقشعر جسدي خوفا من الله عزوجل وخشية منه وتذكر عقلى وقتها الآية الكريمة «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير».. فهذه الآية هي الرد الوحيد الصادق والحقيقى على ما يحدث هذه الأيام ومن يحاول استخدام عقله ليجد تفسيرا لما حدث بعيدا عن تفسير هذه الآية ستحدث «لوثة» في عقله لأن ما حدث لا يدركة ولا يتوقعه العقل البشرى.
فهؤلاء الناس أفسدوا الحياة كلها وأفسدوا البشر وقاموا بدور الشيطان على الأرض حتى يجعلونا عبيد الأرض بعد أن كان أجدادنا هم سادة الأرض.. هؤلاء الناس ضلوا الطريق ولم يعرفوا أو حتى يفهموا الغاية التي من أجلها خلقوا والوظيفة التي من أجلها بعثوا وهي عبادة الله وعمارة الأرض.. هؤلاء الناس نسوا الله فانساهم أنفسهم.. أما نحن فشعب لا نتشفى ولا ننتقم ولا نشمت ولكن نريد الأنصاف.. نريد العدالة.. نريد القصاص.. كما أمر رب العزة ولكم في القصاص حياة ... ونحن لم نندم يوما على أيام قضيناها في أسوأ سجونهم لأننا نعلم أنه لا توجد حرية بلا ثمن وتاريخ الحياة حافل بدماء كثيرة.. دفعتها الشعوب لمقاومة أعدائها في الداخل والخارج ويجب على المناضل أن يؤمن ويضع في اعتباره أنة بمجرد أن يعلن عن رأيه ودعوته يتعرض للمؤامرات والتشريد والسجن والمطاردة والحصار بين الصراع والاغتيال وهذا هو ثمن الحرية وبهذا الإيمان يبدأ الصراع مع الباطل للحصول على الحرية ويستعذب الألم في الله ويدفع دماءه ثمنا لحرية الآخـرين وأن من تمام الإيمان بالله هو دفع ثمن الحرية.
وليعلم أهل الأرض أن الذي يتحكم في الكون هو الله وحده ولا تستطيع أي قوة على وجة الأرض أن تغير قدره.. فهيا نزيد ثقتنا ويقيننا بربنا ولا ننسى أن الحرية التى حصلنا عليها اليوم هو نصر من الله الذى قال فى كتابه الكريم: «وكان حقا علينا نصر المؤمنين».