الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 12:02 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
موقع الصفوة
غلق حضانة دار الرحاب بالغربية وإنهاء عمل المشرفة صاحبة واقعة الاعتداء على أحد الأطفال خلال اجتماع تحالف الأحزاب.. مدحت بركات: لا لتصفية القضية الفلسطينية مدحت بركات يهنئ الرئيس السيسي بعيد ميلاده الـ70 السيسي يلتقي الرئيسة التنزانية على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين الرئيس السيسي يلتقي ولي عهد أبوظبي وزير التعليم: القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير التعليم وبناء الإنسان المصري رئيس الوزراء يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج وزير الصحة يبحث تعزيز التعاون الصحي مع السفير الماليزي بالقاهرة وزير التعليم العالي يشهد توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة بنها ومحافظة القليوبية ومستشفى الناس وزيرة التضامن ورئيس اللجنة البارالمبية المصرية يبحثان تعزيز سبل التعاون المشترك وزير الإسكان يستعرض تحديات التنمية العمرانية بمصر وزير الإسكان: طرحنا 8521 قطعة أرض بـ20 مدينة جديدة بنسبة 340 % من المستهدف خلال الربع الأول للعام المالي الحالي

مدحت بركات يكتب: الـC.N.N والحكومة الشغالة

والذى يعينك على الصبر أيها الضعيف المطحون هو أن تعرف حقيقة الدنيا التى تعيش فيها فهى ليست دار نعيم ولا دار خلود وإنما هى دار الابتلاء والتكليف من الخالق، فقد خلق فيها الإنسان ليبتلى ليعود لحياة الخلود فى الدار الباقية ومن عرف الحياة على هذا النحو لم يفاجأ بكوارثها فهذا من طبيعتها.

يقول أبو طالب المكي أعلم أن الصبر سبب دخول الجنة وسبب النجاة من النار، إذن فالجنة لابد لها من ثمن وهي سلعة الله الغالية فلا مفر من الثمن وقد دفعه أصحاب الدعوات من قبل ولابد أن يدفعه إخوانهم من بعد تأخر النصر أمر ضروري في حياة الرجال لأن النصر لا يتحقق بين عشية وضحاها ولا تشرق شمس إلا بعد ليل طويل ومحن بدأت حديثى بالصبر لأنه الوحيد القادر على إعانة الشعب على ما هو فيه من حياة صعبة ودولة تتهاوى وتضعف أمام الجميع حيث لا نملك جميعا إلا سلاح الصبر والدعوة للإصلاح والعمل قدر استطاعتنا في مناخ فاسد يحاربنا من فيه كل دقيقة، بالإضافة إلى عرض ونشر مطالب وأحوال الناس التي تلقى بها الحكومة في مقالب القمامة، والذي يعينك على الصبر أيها الضعيف المطحون هو أن تعرف حقيقة الدنيا التي تعيش فيها فهي ليست دار نعيم ولا دار خلود، وإنما هى دار الابتلاء والتكليف من الخالق، فقد خلق فيها الإنسان ليبتلى ليعود لحياة الخلود في الدار الباقية ومن عرف الحياة على هذا النحو لم يفاجأ بكوارثها فهذا من طبيعتها.

سألت أحد الأصدقاء القريبين جدا من النظام والحزب الوطني وقلت له لماذا لا تسرعون بتغيير هذه الحكومة لعل وعسى يتجدد الأمل في قلوب الناس ولكنه قال لي: والله دى حكومة شغالة كويس ولا داعى لتغييرها؟!».

كانت الإجابة مفاجئة جدا لى فالشعب يصرخ ورئيس الدولة تدخل بالجيش والشرطة لحل أزمة الخبز ولكني لم أعارض وأعطيت لنفسي مهلة لكي أفكر هي شغالة إزاى، ولكن بعد تفكير قليل لم أجد ردا واقعيا عليه إلا عرض موضوع تعرضت له في الأسبوع الماضي حول موضوع غلاء الأسعار ونقص الغذاء وقد استعنت عليه وعلى صديقي بتاع الحكومة الشغالة بالصبر.

شاهدت في قناة الـ C.N.N الأمريكية تقريرا عن أحوال الغلاء في مصر بعنوان «مصر في طريقها للفقر» وهذا التقرير يتم إعادة عرضه ثلاث أو أربع مرات يوميا واسمحوا لي أن أصف لكم هذا العرض الدرامى الذى تعرضه القناة الأمريكية التي تشاهدها كل دول العالم والتي تحظى بشعبية ومصداقية لدى الجمهور.

أولا صورة لأسواقنا الشعبية وفيها عربات الكارو والبائعون أمامهم الخضار ويضعونه في أكياس لبعض المواطنين الفقراء بملابسهم الفقيرة.

وصورة أخرى لمحل بقالة ويظهر فيه رجل عجوز جدا ونحيف وذقنه طويلة وجلبابه قديم جدا وأمامه أشولة الأرز وغيره، ويصرخ ويتحدث عن ارتفاع سعر المواد الغذائية وإحجام الناس عن شرائها ويقف كذلك أمامه بعض السيدات بملابسهن الفقيرة يصرخن ويتكلمن عن أحوالهن الصعبة وأنهن أصبحن لا يطقن تحمل هذا الوضع وعلى فكرة التقرير معروض باللغة الإنجليزية ولكن صدى صوت المواطنين أثناء الحوار يجعلك تستطيع فهم ماذا يقولون.

وصورة ثالثة لأحد ضباط الداخلية برتبة مقدم يدلى بتصريح بالإنجليزية عن دور الداخلية القوى فى تنظيم إنتاج وبيع رغيف العيش وواضح إن الضابط تم اختياره بعناية ليدلى بهذا التصريح فهو يتكلم الإنجليزية بطلاقة وبلهجة أمريكية وتصريح آخر للوزير بطرس غالى عن حالة الدولة وعن وصول سكانها إلى ٧٧ مليونا وعدم استطاعة الحكومة توفير احتياجات الشعب.

فإني أهدى هذه الواقعة إلى الصديق الذي يدافع عن الحكومة الشغالة وأقول له ما رأيك فى تقرير القناة الأمريكية التي تحظى بمصداقية بين الأمريكيين والأوروبيين وحتى العرب والمصريين أنفسهم؟! فمن يرى هذا التقرير على قناة C.N.N ويرى نوعية المواطنين الغلابة وملابسهم الفقيرة والأسواق العشوائية والبائعين الفقراء المطحونين وتدخل الأمن لتوزيع رغيف الخبز على الشعب يدخل في ذهنه مباشرة أن هى دى مصر كلها فهي دعاية سيئة عن بلدنا، فهي ليست كلها بهذا الشكل فبلدنا بها جميع أنواع السوبر ماركت ذات الأسماء العالمية وبها فروع لجميع المطاعم العالمية الفاخرة ومنتشرة في كل ركن في البلد وفيها شرم الشيخ والغردقة التي يأتي لها العالم كله وبها آثار سبعة آلاف عام، وبها السياحة الهادئة الآمنة وبها الباشوات والباهوات والأغنياء وبها أفخم سيارات في العالم وهي سوق لأكبر الشركات العالمية في جميع المجالات فمصر ليست بهذه الصورة التي عرضها تقرير C.N.N.

فقد عرضت التقرير من زاوية واحدة فقط وأسجل اعتراضي على ظهور ومشاركة الداخلية في الإدلاء بحديث لهذه القناة التي استغلته بسوء نية، فحديث ضابط الداخلية عن توزيع الخبز دليل لهم أن فعلا مصر لا تجد رغيف الخبز، كما أعترض أيضا على ظهور الوزير «الغالي» في تقرير يشوه مصر والمصريين ويدلى بحديث عن الصعوبات الاقتصادية وزيادة السكان يعنى فضيحتنا بقت.. بجلاجل، فإذا فرضنا أن التصوير مع المواطنين الغلابة تم باستدراجهم لعدم وعيهم وجهلهم لما يحدث فهل لا يعلم الوزير «الغالي» وضابط الداخلية لمن يدليان بحديثهما وما غرضه وعلى أي قناة وبأى شكل وتحت أي عنوان سيتم عرضه؟! اتصل بي الصديق وقال لى إن هذا التقرير مقصود لعرضه على الإدارات الأمريكية والمجتمع الأمريكي لنوضح لهم ماذا أدت سياساتهم الخاطئة ناحية الشرق الأوسط حتى يغيروا منها، وأقول له يا راجل بقى ده كلام برضه أقامر بكرامة شعب وسمعته وأفضح بلدى ونفسى وأتهمهم بالفقر والتسول لأجل كسب عطف الإدارات الأمريكية ويرسلوا لنا الفتات هو يعني إنت فاكر إن هذه الإدارات تحبنا وهيصعب عليها حالنا... على العموم دى فضيحة تانية فأنا كمصرى لا أحب أن أرى تقريرا بهذا الشكل يشوه مصر والمصريين ويشاهده العالم كله تحت أي ظرف من الظروف، فلا أنسى موقفا في ذات يوم.

عندما كنت في زيارة لأمريكا وذهبت أنا وصديق لي لشراء ملابس من أحد المحال وسألني أحد البائعين من أين أنت؟ فقلت له وأنا فارد صدري من مصر»، وهاجمني صديقي المقيم في أمريكا منذ عشرين عاما وقال لى لماذا قلت لهم إنك من مصر؟ قلت له علشان أنا مصرى وإيه المشكلة؟ فقال لى كنت قول إنك من بلد تانية فقلت له لماذا؟ فقال حتى لا يحتقروك، وقلت له اللى مش عاجبه يضرب دماغه في الحيط وبادرت بنفسى وخرجت من المحل ولم أشترى منه بدولار واحد.

وموقف آخر عندما اصطحبنى الصديق للغداء في أحد المطاعم الكبرى هناك وتعمد الصديق محادثة الجرسون الذي يقدم لنا الطعام وقد سألنى الجرسون من أين أنت؟ فتعمدت وقلت له من فضحك وقال لى إنتم لسه تذهبوا إلى أعمالكم بالجمال؟! مصر هذه هي فكرة الشعب الأمريكي والأوربى العادي عنا لأنه لا يرى ولا يشاهد في برامجه عن مصر إلا السلبيات.. فيا ترى من المسئول عن هذه الأفكار التي يعتقدها الأمريكان والغرب عنا.. ومن المسئول عن تغيير هذه الأفكار؟!.