لا تسقنى ماء الحياة بذلة.. بل اسقنى بالعز كأس الحنظل
مدحت بركات يكتب: المظاهرات.. هي الحل
قد يظن بعض الناس أن الذلة لانسحاب من إبداء الرأى قد تنفع راهم امام صاحب السلطة مستكينين أمام صاحب الجاه محنيين ونسوا أن الحياة والإعطاء والمنع والضر لإطعام والسقى، بيد الله ومن حفظ الله فظه الله.
ويُروى عن أمير المؤمنين عمر بن خطاب رضي الله عنه أنه مر على ثلاثة صبيان يلعبون ويلهون فهرولوا فارين ولقي صبي واحد في مكانه لم يتحرك وهو عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - ساله أمير المؤمنين: لم لم تعد مع صحابك؟ فقال يا أمير المؤمنين لم اقترف ذنباً فأخافك، ولم يكن الطريق ضيق فأوسعه لك، فقال له أمير المؤمنين: أنت رجل مثل أبيك.
إذن فالأمر خطير فحتى تستعيد هذه الحكومة عافيتها وكرامتها وتعود إليها عزتها فلابد لها من رجال تتوافر فيهم شروط الرجولة الصحيحة.
فقوة الأمم أو ضعفها تُقاس قدر قوتها في إنتاج الرجال وقد قالوا قديماً: «رجل ذو همة يبنى أمة».
* المظاهرات هي الحل
وبعد هذه المقدمة المقصودة التي أتمنى أن يقرأها من ضلوا الطريق نبدأ ونسأل كم سيعيش كل واحد منا على الأرض؟
وأين ذهبوا من قبلنا من عصر سيدنا آدم حتى الآن؟ وكم واحد منا فكر في هذا السؤال وهل فكر فيه حُكامنا ووزراؤنا؟ والإجابة طبعاً لو فكروا فيه ما كان هذا هو حالنا من ضعف وبطالة وفقر وتخلف وجهل فأين الدولة وأين القيادة السياسية فيما يحدث على أرض الوطن؟ فالمظاهرات والاضطرابات تجتاح الوطن - أساتذة جامعات - أطباء - موظفو الضرائب العقارية - عمال مصانع ـ طالبو الخبز - فلاحون - كلهم يحتجون على ضعف الرواتب وغلاء الأسعار وقد تستمر هذه المظاهرات بالأيام حتى يتم تنفيذ مطالب المتظاهرين فأصبحت المظاهرات هي الطريق الوحيد لإجبار الحكومة على تنفيذ مطالبهم فالناس لا يجدون من يسمع شكواهم وصراخهم، وبالرغم من الأزمة التي أشعلها المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات الذي فضح الوزراء وفشلهم في إدارة أزمات الشعب فلا أعلم ماذا تنتظر القيادة السياسية؟ ألا يعلمون أن هناك ساعة الزمن التي تسير عقاربها للأمام، بينما نحن نسير معها للخلف فالتقارير تصدر ليل نهار من الداخل والخارج وتؤكد فشل الحكومة الحالية، وعلى العموم سمعنا ونسمع عن تغيير وزارى وتغيير محافظين منذ فترات طويلة ونحن ننتظر الأمل والتغيير لعل وعسى نسير مع عقارب الساعة للأمام.
* عزة المسلم
من عزة المسلم ألا يكون مستباحا لكل طامع أو هدفاً لكل ظالم وعليه أن يقاتل في سبيل حقه وإن أريقت في ذلك دماء فإن هذا رخيص لصيانة الشرف والكرامة والعزة وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: لا تعطه مالك.
قال: أرأيت إن قاتلني، قال: قاتله قال أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار.