الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 12:04 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
موقع الصفوة
غلق حضانة دار الرحاب بالغربية وإنهاء عمل المشرفة صاحبة واقعة الاعتداء على أحد الأطفال خلال اجتماع تحالف الأحزاب.. مدحت بركات: لا لتصفية القضية الفلسطينية مدحت بركات يهنئ الرئيس السيسي بعيد ميلاده الـ70 السيسي يلتقي الرئيسة التنزانية على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين الرئيس السيسي يلتقي ولي عهد أبوظبي وزير التعليم: القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير التعليم وبناء الإنسان المصري رئيس الوزراء يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج وزير الصحة يبحث تعزيز التعاون الصحي مع السفير الماليزي بالقاهرة وزير التعليم العالي يشهد توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة بنها ومحافظة القليوبية ومستشفى الناس وزيرة التضامن ورئيس اللجنة البارالمبية المصرية يبحثان تعزيز سبل التعاون المشترك وزير الإسكان يستعرض تحديات التنمية العمرانية بمصر وزير الإسكان: طرحنا 8521 قطعة أرض بـ20 مدينة جديدة بنسبة 340 % من المستهدف خلال الربع الأول للعام المالي الحالي

مدحت بركات يكتب: قبل الرحيل

- يا سيادة الرئيس.. قلبي يأكلني.. ولا أنام.. وكثرت الكوابيس في نومي.. فأخاف أن ترحل قبل أن تسمع ما لدى.. فقد كنت أنتظر خروجي من أزمتى لأحكى لك ما رأيته وعاصرته.. فلم أكن أجرؤ على أن أحكى لك من مكان اعتقالي قبل ٢٥ يناير.


- يا سيادة الرئيس.. أتكلم من منطلق مسئوليتى الوطنية فالمستشعر بالمسئولية لا يستشعرها عن نفسه وأسرته فقط.. بل عن الوطن وأهله.. ودينه.. فالإنسان هو خليفة الله فى الأرض.. ويجب أن يعى دوره في الحياة.. فهو الذي يحمل هم وطنه وأهله ويشاركهم آلامهم وأحلامهم.


- يا سيادة الرئيس أتكلم من منطلق الغيرة على أمتى.. فالرجل هو الذي يغار على وطنه وأمته ولا يقبل لها أن تكون في مؤخرة الأمم. - يا سيادة الرئيس قالوا لى لا تتكلم.. لا تظهر فى هذا الوقت فمازال الظالمون والفاسدون والطغاة يدافعون عن بقائهم ولن يتركوك.. فقلت لهم: ألم تروا قدرة الله؟


- يا سيادة الرئيس.. قررت المغامرة وأكلمك بالرغم من أنك لن تسمعني.. فقد قررت أكلمك.. لأتفادى إثم التقصير والخوف من سوء الخاتمة عند الله عز وجل، قررت أكلمك ناسيا ما حدث لى من ظلم رهيب.. فالوطن والشعب أهم مما يحدث وحدث لي.


- يا سيادة الرئيس.. قررت أكلمك وأذكرك بلقائى بك عندما نظمت لك داخل كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية أول لقاء طلابى لك فى منتصف الثمانينيات.


فسمعت منك وكنت تسمع منا وعندما تخرجت.. عملت وأنتجت ونجحت في عصرك.. لأني اعتمدت على وعدك. إن الدار أمان لكل من يعمل ويجتهد، وبدأت المحطة الثانية التي نصحتنا بها في الشباب.. وهو العمل لبلدنا ومجتمعنا ووطننا.. فانطلقنا في كل اتجاه يدعم مؤسسات الدولة وخدمة المجتمع وصحافة تدعم فكر وثقافة المجتمع وتراقب الفساد والفاسدين.. ولكن اكتشفنا إن الدار لم تكن أمان.


- يا سيادة الرئيس.. قررت أكلمك لأقول لك استخدمنا الحرية التي وعدتنا بها وتدفعنا إليها.. فاعتقلوني وألقوا بى فى غياهب السجون.. وشهروا بي واتهموني باطلا ونسفوا مجهود السنين.. وهدموا ما بنيته دون وجه حق ولا مجال الآن لشرح التفاصيل.. فإن لكل مقام مقال.


- يا سيادة الرئيس.. قررت أكلمك لأقول لك إنني شاهدت المظلومين من المعتقلين منذ عشرات السنين ظلما في السجون وعددهم عشرات الآلاف.. فمن يعوضهم فكلما رأيت منهم أحدا معتقلا منذ عشر سنوات وأكثر حمدت الله عز وجل على ما أنا فيه.. فكانت آيات صبرهم وصبرى هى قول الله عز وجل، واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا، وقوله إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ...


- يا سيادة الرئيس.. قررت أكلمك لأقول لك: إن الخطأ الكبير أنك تركت الوطن ليعبث به الأطفال والصغار ويلهون به ويلهون بشعبه.. كما يلهو الراعي بغنمه... فقد تركت الوطن للأغبياء الذين اغتروا بأنفسهم وقالوا من أشد منا قوة ... فقال لهم الله هو أشد منكم قوة ... تركتها لمن قال فيهم الله عز وجل، وما قدروا الله حق قدره ... تركت الوطن للفاسدين وأصحاب المصالح.


- يا سيادة الرئيس.. قررت أكلمك لأقول لك: إن الأمة تراجعت وأصبحت في ذيل القافلة بعد أن كانت بالأمس القريب تقودها بجدارة واقتدار وأصبحت تتسول على موائد الفكر البشري.

- يا سيادة الرئيس.. إنني حزين أن أراك في هذا الموقف.. حزين أن أرى زعيم أكبر دولة عربية.. وصاحبة أكبر وأعظم حضارة في التاريخ أن يكون هذا حالها.. أرأيت يا سيادة الرئيس نتيجة الاستعانة بالفاشلين والمنافقين وضعاف النفوس وأصحاب المصالح.. أرأيت كيف خانوك وتخلو عنك.. (فيا سيادة الرئيس يجب تحاسبهم وتحاكمهم فهم من وضعوك فى هذا الموقف).. حاكم من تسبب فى الفوضى وحرق بلدك وبلدنا.


- يا سيادة الرئيس قررت أكلمك لأقول لك شئ غريب وعجيب أتصدق أن والدتى التى تربت على الفطرة التي لا تعلم عن السياسة ولا المظاهرات شيئا.. خرجت في مظاهرة الجمعة.. فقلت لها ماذا قلت؟.. قالت لى هتفت وقلت (حبسوا ابنى).. فكم أم وأب وأخت وأخ وزوجة لها عائل محبوس ظلما ويسيرون في المظاهرة؟ ويقفون في ميدان التحرير.


- يا سيادة الرئيس قررت أكلمك لأقول لك إننى مع الشرعية ومع من اخترتهم لقيادة البلاد.. فأرى أن من أفضل القرارات التي هي في صالح مصر هو اختيارك النائبك اللواء عمر سليمان فهو من أشرف وأمهر وأصدق الرجال.. اخترت رئيس وزراء تمنيناه كثيراً أن يقود دفة الحكومة عندما كان وزيرا.. فأعماله شاهدة عليه.. ووزيراً للداخلية يشهد له الجميع بالكفاءة وحبه للشعب ونحن وراءه.


- يا سيادة الرئيس قررت أكلمك لأقول لك لا تغضب فالرؤساء يجيئون ويذهبون.. ولكل منهم له حسناته وأخطاؤه.. ولو تذكرنا لك الضربة الجوية واسترداد باقي أراض البلاد بالسلام.. فكفاك وتأكد أن التاريخ لا ينسى أحدا.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وأفضل عمل أنك قررت عدم الترشح مرة أخرى.. ولكن اعطى شعبك ما يريد.. اعطيهم ما هو أهم.. اعطيهم الثقة.. اجعل التاريخ يسجل لك المزيد والمزيد.


- سيدي الرئيس.. قررت أكلمك لأصارحك أنني دائما ما أفكر بأنه عند خروجي سأثار النفسي وكرامتى وسمعتى ممن ظلمونى.. ولكن رحمة الله سبقتنى ونجدتني من معصية الانتقام... ولم يترك لى الله أحداً أنتقم منه.. وتكفل هو بإرضائي.. فلم أكن أتخيل أن يرضينى الله بهذا الكم ويستجيب لدعائى وهو دعاء المظلوم.. فالله يعلم أننى أصدقه خصوصا عندما قال للمظلوم فى حديثه القدسى (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).. فما حدث ذكرني بقول الله تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء.. وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بنيس بما كانوا يفسقون).


وأقول للطغاة.. يا أيها الطغاة المحليون الصغار.. أين أنتم الآن.. أين من كانوا يقولون من أشد منا قوة؟.. أين الهياكل العظمية التي اكتست باللحم فتوهمت أنها تملك الركاب؟.. أين الذين كانت تقام لهم المواكب.


وأقول للمعارضين والمتظاهرين.. قول الله عز وجل ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ويحكم وتذكروا قول الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).. وحافظوا على استقرار بلادنا.. حافظوا على حياة شبابنا.. حافظوا على ثروات بلادنا.. لا تشمتوا الأعداء في بلادكم.. واذهبوا للحوار.. فقد حاور الله عز وجل ملائكته.. عندما قال لهم : إني جاعل في الأرض خليفة ... فقالوا له أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ... فقال لهم إني أعلم ما لا تعلمون ... وحاور إبليس الرجيم ربه.. عندما رفض السجود لآدم.. وحاور إبراهيم ربه عندما قال له ربى أرنى كيف تحى الموتى) وقال له أو لم تؤمن ... فقال له بلى ولكن ليطمئن قلبي.


وياااا... يا أيها الكوكب الأرضى الذى لا يكف عن الدوران.. يا شمسنا التي تشرق وتغرب.. يالعبة الكراسى الموسيقية التى لا يغتر بها إلا الأغبياء.. تراب... يحكم تراب.. والكل يتساوى في الآخرة.
ويااااااه... يا الله.. يا قادر.. يا مدبر.. يا مسيطر.. يا معز... يا مذل.. يا من تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء.. وتعز من تشاء وتذل من تشاء.. بيدك الخير وأنك على كل شئ قدير.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا.